رحيل المقدس عياد سعيد… رمز الرجولة والكفاح في قريتي
رحل عم عياد سعيد، الرجل الذي لم يكن مجرد شخص في قريتي، بل كان رمزًا حيًا محفورًا في مخيلتي منذ الصغر، مثالًا للشرف والكفاح والإخلاص. لم يكن من المتعلمين، لكنه كان من أولئك الذين تعلّموا من الحياة معنى الأمانة والكرامة، فصار درسًا حيًا لأجيال عاصرته وشهدت على نقاء قلبه ونبل سعيه.
نشأ عم عياد في بساطة الحياة، وعاش صباه وشبابه عاملًا مكافحًا، يسعى لرزق حلال لا يُدنّس بظلم ولا يُشوّه برياء. كان، كالسيد المسيح، أمينًا في القليل، مجتهدًا في عمله، لا يشكو ولا يتذمر، بل يشكر الله في كل حين، ويرضى بنصيبه بصبر ووداعة.
عرفناه رجلًا لا يهاب التعب، ولا ينكسر تحت قسوة الأيام. عاش شريفًا، ومضى نظيف السيرة، وقد ترك في نفوس كل من عرفه بصمة طيبة، وذكرى لا تنسى. كان وجهه يحمل سلامًا، وكلماته تنطق بالخير، ووجوده يبعث الطمأنينة في أي مكان يحل فيه.
وداعًا يا مقدس عياد، يا من كنت عنوانًا للرجولة والشهامة. وداعًا أيها المكافح النبيل، صاحب القلب الكبير، والروح التي لم تعرف سوى المحبة والعمل والصدق. ستبقى حيًا فينا، ما دام الشرف قيمة، وما دام الكفاح وسامًا لا يناله إلا الكبار.
“نِعِمًا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ، كُنْ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمَكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ” (متى 25: 21)
ه