الحمد لله على نعمة مصر: حين تصبح المدرعة في الشارع مصدر طمأنينة لا خوف

في زمن تمزقت فيه أوطان، وتشظت فيه الجيوش إلى فصائل ومليشيات ومرتزقة، يبقى لمصر خصوصية تُلهم القلب وتبعث في النفس الطمأنينة… إنها نعمة الأمن والاستقرار التي تستحق الحمد في كل حين.

لو كنت في اليمن، ورأيت مدرعة تسير في الشارع، فسترتاب: هل تتبع الحوثيين؟ أم القاعدة؟ أم اللجان الشعبية؟ أم ربما الجيش اليمني؟ تعددت الولاءات، وضاعت البوصلة.

ولو كنت في السودان، ومرّت بجوارك مدرعة، ستتساءل بخوف: هل هذه تتبع الدعم السريع؟ أم الجيش السوداني؟ إنها دولة تقف على شفا حرب داخلية لا ترحم.

أما إن كنت في قطر، وظهرت أمامك مدرعة، فقد تكون تركية، أو أمريكية، أو قطرية… فالقواعد الأجنبية تنتشر كما ينتشر الشك في نواياها.

وفي ليبيا، لا يمكنك الجزم بمن يملك المدرعة التي أمامك: داعش؟ فجر ليبيا؟ القاعدة؟ أم الجيش الليبي الرسمي؟ الفوضى هناك أضحت شعار المرحلة.

وفي سوريا، يكفي أن ترى مدرعة حتى تختلط عليك الاحتمالات: جبهة النصرة؟ داعش؟ الجيش الحر؟ الجيش السوري؟ لا أحد يعلم… ولا أحد يأمن.

وفي العراق، المشهد ليس أوضح: القاعدة؟ الميليشيات الشيعية؟ الأكراد؟ داعش؟ أم الجيش العراقي؟ كلها تملك سلاحاً، ولا أحد يملك الثقة الكاملة.

وفي لبنان، إن رأيت مدرعة، فستتردد: هل هذه لحزب الله؟ أم الجبهة الشعبية؟ أم حركة أمل؟ دولة بجيش متعدد الولاءات، ولكل سلاحه وحدوده.

لكن في مصر… الأمر مختلف.

إذا رأيت مدرعة في الشارع، فأنت تعلم يقيناً أنها لجيش واحد فقط، الجيش المصري… لا تداخل ولاءات، لا مليشيات، لا فصائل، لا مرتزقة.

الجيش المصري ليس غريباً عنك… لأنه ابنك، أخوك، جارك، صديقك، خريج جامعتك، زميلك في العمل. جيش من نسيج هذا الشعب، من قلب كل بيت مصري.

مدرعاته في الشارع ليست لإرهابك، بل لحمايتك. جنوده ليسوا غرباء بملامح قاسية، بل أبناء هذا التراب الطيب… يحرسون الأرض، ويصونون العرض، ويحمون المستقبل.

مصر شعبها هو جيشها، وجيشها هو شعبها.

نحمد الله على وطن واحد، وجيش واحد، وراية واحدة. نحمده على مصر التي لم تركع للفوضى، ولم تُقسمها المصالح، ولم تبتلعها الحروب الأهلية.

تحيا مصر… تحيا مصر… تحيا مصر.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى