صموئيل العشاي يكتب: لن نضحي بدمائنا دفاعًا عن حماس
لماذا يكرهنا بعض العرب هكذا؟ لماذا يحملون تجاهنا كل هذا الحقد الأسود، ونحن أصحاب الحضارة الحقيقية، الأحياء بتاريخنا الممتد سبعة آلاف عام؟
هل يحقدون علينا لأن لدينا جيشًا عظيمًا يُصنف ضمن أقوى عشرة جيوش في العالم، جيشًا يحمي أرضه وشعبه لا يتحرك بأوامر الآخرين ولا يسفك دماء أبنائه في مغامرات عبثية؟
اليوم، ونحن نتابع أصوات المزايدين ترتفع من هنا وهناك مطالبةً مصر بالدخول في حرب دفاعًا عن حركة حماس، يحق لنا أن نسألهم:
بأي منطق تطلبون من مصر أن تضحي بأبنائها دفاعًا عن تنظيم خان الأمة قبل أن يخون نفسه؟
لماذا تتناسون تاريخ حماس الأسود ضد مصر، من قتل جنودنا، إلى ذبح أبنائنا في سيناء، إلى التحالف المكشوف مع جماعة الإخوان الإرهابية؟
ألم تكن حماس شريكًا معلنًا في كل دم مصري سال على أرض سيناء الطاهرة؟
ألم تحفر الأنفاق، وتغدر بالحدود، وتُدخل الإرهاب إلى قلب بلادنا، وتسهم في قتل جنودنا بدم بارد؟
بأي حق اليوم تطالبوننا أن ننسى كل هذا التاريخ الأسود وندافع عنها؟
لماذا تتوقعون من مصر أن تدفع مرة أخرى ثمن حسابات الآخرين الخاطئة؟
هل تظنون أن جيش مصر العظيم جيش مرتزقة يُستأجر بالشعارات الجوفاء؟
لماذا لا تدافعون أنتم عن حركة حماس إن كانت قضيّتكم عادلة لهذه الدرجة؟
لماذا لا ترسلون أبناءكم أنتم إلى ميادين القتال بدلاً من الدعوة إلى سفك دماء أبنائنا؟
أليس الدفاع عن الأوطان أولى من الدفاع عن حركات متطرفة باعت نفسها لمحاور إقليمية مشبوهة؟
ألم تتعلموا من دروس الماضي أن مصر لا تتحرك إلا وفق إرادتها الحرة ومصلحتها العليا؟
إن مصر، بحضارتها ومجدها ومكانتها، لا تجر إلى حروب الآخرين. جيشنا ليس أداة بيد أحد. أمننا القومي أولوية لا يعلو عليها صوت.
مصر، التي قدمت آلاف الشهداء دفاعًا عن فلسطين الحقيقية عبر تاريخها، لن تدافع عن حركات خانت القضية، واستبدلت النضال بالتحالف مع تنظيمات التطرف والإرهاب.
كفى مزايدة.
كفى متاجرة.
كفى محاولة توريط مصر.
لقد أحسنت الأردن صنعًا حين التزمت الحكمة ولم تسمح بجر جيشها إلى حرب بالوكالة.
ومصر، الدولة العظمى بتاريخها وشعبها وجيشها، لن تكون طرفًا في مسرحيات عبثية يدفع ثمنها أبناؤنا.
مصر تعرف متى تتحرك، وكيف تتحرك، ولمن تتحرك.
ولن تتورط أبدًا دفاعًا عن من خانها، وتآمر عليها، وطعنها في ظهرها.
لقد انتهى زمن الشعارات الرنانة…
وآن أوان أن يعرف الجميع: مصر لا تُؤمر. مصر تقرر. ومصر تحمي أبناءها أولاً وأخيرًا.