جدل واسع حول بوست للإعلامي احمد سالم وهجومه علي البلطجية الجدد

أثار منشور للإعلامي أحمد سالم جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وجّه انتقادات حادة لبعض المظاهر التي وصفها بأنها استعراض فجّ للثراء في شوارع مصر. وتساءل عن كيفية السماح لمواكب السيارات الفارهة والجنازير الذهبية والدراجات النارية الفاخرة بالتجول في الشوارع، بينما يعاني المجتمع من تحديات اقتصادية جسيمة، مشددًا على ضرورة احترام النظام العام والقانون في مواجهة هذه الظواهر.

أبدى سالم استغرابه من مشاهد يتجول فيها بعض الأفراد بمواكب تقدّر قيمتها بالمليارات، متسائلًا: كيف يمكن لرجل يدّعي النزاهة أن يسير في موكب مليء بالسيارات الفاخرة، بينما يجلس أمامه شخص يبيع السلع البسيطة لتأمين قوت يومه؟ واعتبر أن هذا النوع من التفاوت الصارخ يخلق فجوة مجتمعية خطيرة، تجعل من الصعب تحقيق التوازن المطلوب بين مختلف فئات الشعب.

لم تقتصر انتقادات الإعلامي على استعراض السيارات الفارهة فقط، بل امتدت إلى ظاهرة الثراء المفاجئ لبعض الأفراد الذين انتقلوا خلال فترة قصيرة من أوضاع اقتصادية متواضعة إلى امتلاكهم ثروات ضخمة دون تفسير واضح لمصدرها. وضرب مثالًا بمنطقة الشيخ زايد، التي شهدت تحولات سريعة في مستوى الرفاهية والمعيشة لبعض الفئات، متسائلًا عن مصدر هذه الأموال وكيفية تراكمها في وقت قياسي.

تناول سالم قضية الاستثمار غير المشروع، محذرًا من تدفق الأموال المشبوهة في بعض القطاعات، ما يؤدي إلى تدمير القيم المجتمعية وإفساد مفهوم العمل الجاد. وأكد أن هذه الظاهرة تُحدث خللًا في منظومة القيم، وتجعل الأجيال الجديدة تتساءل: لماذا نبذل الجهد ونتعلم، بينما هناك من يحقق ثروات طائلة بطرق مشبوهة؟ وأوضح أن هذه الثقافة تساهم في نشر أنماط غير سليمة من التفكير، حيث يصبح النجاح مرادفًا للالتفاف على القوانين بدلًا من الالتزام بها.

لم يكن حديث الإعلامي مقتصرًا على الاقتصاد فقط، بل امتدّ إلى بعض المظاهر الاجتماعية، حيث هاجم انتشار التفاخر بالمقتنيات الثمينة مثل السلاسل الذهبية الضخمة والملابس الفاخرة، متسائلًا عما إذا كانت هذه الفئات تمثل فعليًا صورة المرأة المصرية الحقيقية التي عُرفت عبر التاريخ بالقيم والأخلاق والرصانة. وأشار إلى أن بعض السلوكيات باتت تهدد الهوية المصرية، حيث أصبح الاستعراض والتفاخر سلوكًا شائعًا بدلًا من التركيز على الإنتاج والعمل الجاد.

في سياق حديثه، أعرب سالم عن أسفه من واقع هجرة العقول والكفاءات المصرية إلى الخارج، بينما يجد البعض سهولة في الثراء السريع من خلال تجارة غير واضحة أو أنشطة غير قانونية. وأشار إلى أن بعض النماذج التي يتم تسليط الضوء عليها إعلاميًا لا تقدم قدوة حسنة للأجيال الشابة، بل تسهم في تعزيز ثقافة الاستهلاك والاستعراض.

أثار منشور الإعلامي تفاعلًا كبيرًا بين مؤيد ومعارض، حيث اتفق البعض معه في ضرورة إعادة ضبط القيم الاجتماعية والاقتصادية، بينما اعتبر آخرون أن هذه المظاهر ليست جديدة على المجتمعات، بل هي جزء من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها العالم. وتباينت الآراء بين من يرى ضرورة تشديد الرقابة على مصادر الثروات، ومن يعتقد أن هذه التحولات طبيعية في ظل اقتصاد متغير وسوق مفتوح.

في ختام منشوره، دعا سالم إلى إعادة الاعتبار لقيمة العمل الجاد والالتزام بالقانون، مشيرًا إلى أن الحل لا يكمن في الانتقاد فقط، بل في تعزيز الرقابة على مصادر الثروات، وتشجيع الاستثمار الحقيقي، وإعادة تصحيح مسار القيم المجتمعية. ويبقى السؤال الذي طرحه الإعلامي مفتوحًا للنقاش: كيف يمكن لمصر أن تحافظ على هويتها الاقتصادية والاجتماعية في ظل هذه التغيرات السريعة؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى