في الذكرى السنوية العاشرة لرحيل المستشار نشأت أنور حنين
محامي الفقراء… صوت العدالة الصادح الذي لا يُنسى
تمر اليوم الذكرى السنوية العاشرة لرحيل المستشار نشأت أنور حنين المحامي، الرجل الذي لم يكن مجرد قاضٍ يفصل في الخصومات، بل كان ضميرًا حيًا للعدالة، ولسانًا صادقًا للفقراء والمظلومين.
لم يعرف طريقه إلى ساحات المحاكم طريق الربح والمصلحة، بل اختار أن يكون درعًا لكل من ضاقت به السبل، وسيفًا في يد الضعفاء الذين لا يملكون ثمن أتعاب أو نفوذًا يسند ظهورهم.
كان محامي الفقراء بحق، يتقدم مدافعًا عنهم بروح نذرها للحق والرحمة، رافضًا أن يقبض منهم مالًا، مؤمنًا أن نصرة المظلوم عبادة، وأن الدفاع عن الحق فريضة لا تباع ولا تشترى.
عرفه الناس وقورًا مهيبًا، يحمل بين جوانحه قلبًا عطوفًا لا يعرف الكِبر ولا التردد إذا ناداه الواجب. كان يستمع إلى شكوى البسطاء كما لو كانت قضية كبرى تهم العالم بأسره، وينظر في مظالمهم بعين أبٍ رحيم وقاضٍ عادل لا يُبدل وجه الحق مهما كانت الضغوط.
لقد خسرت مغاغة بالمنيا برحيل المستشار نشأت أنور حنين واحدًا من أخلص أبنائها، الذين آمنوا بأن القانون يجب أن يكون سندًا لكل ضعيف، لا حكرًا على الأغنياء وأصحاب النفوذ.
وإننا، إذ نسترجع ذكراه العطرة، نستحضر سيرة رجل عاش نزيهًا، ومات عزيزًا، وترك إرثًا من المحبة والعدل والإخلاص، ستظل الأجيال تتعلم منه أن الكرامة الحقيقية لا تُشترى، وأن الدفاع عن الحق يكتب للإنسان خلودًا في قلوب الناس، قبل أن يُكتب له الخلود في سجلات التاريخ.
رحم الله المستشار نشأت أنور حنين، حبيب الفقراء والمظلومين. وخالص العزاء لوالده الشيخ انور حنين وأخواته نادر ونادرة ونانسي، ولزوجتك حنان وأبناءك صموئيل ومريم.
ستظل جزيرة شارونة تذكرك بكل فخر واعتزاز، يا من علمتنا أن العدالة لا تكتمل إلا بضمير حي وقلب ينبض بالرحمة.