لم يتخيل الشاب طارق عندما قاد دراجته النارية على شارع الهرم أن يتسبب توك توك فى إدخاله لمكان أخر على غير إرادته ليتحول إلى موقف إنساني.
بهدوء قاد طارق دراجته النارية ( الموتوسيكل ) ، وتطاحنة افكار حول حياته والطلبات المنزليه وارتفاعات الاسعار الجنوني، والاقساط المطالب بسدادها، والفوائد المبالغه التى وضعت عليها.
تخطى طارق بدراجته النارية ترعة المريوطية بعدة امتار، و تفاجئ بالقرب من مستشفى الهرم .. بتوك توك يسير عكس الاتجاه يسير برعونة وسرعه لا تتناسب مع الشارع، وكانه فى فيلم اكشن منزروع الدسم مثل تلك الافلام التى يسرقها المخرجون عن اعمال اجنبية.
اختل توازن طارق، وارطدم يمينا بدراجته النارية ببوابة مستشفى الهرم، وقف التوك توك أمامه ونزل السائق مسرعا وصاح بصوت جمهوى” معايا مريضة وسعوا السكة ” ، نظر طارق الي سائق التوك توك، وهو أرضا يحاول ان يقف وينفض التراب عن ملابسه، نظر له سائق التوتوك ” معلهش يا باشا “، ثم حدثه وهو ينطر ناحية التوكتوك ويقول ” معايا مريضة ممكن تقوم تساعدنى”.
ذم طارق شفتيه،ووقف على قدميه، وكن دراجته النارية الى الحائط الملاصق لباب المستشفي، وقال وكانه يواسي نفسه ” الحمد لله جت سليمة .. هساعدك”
تقدم طارق، واثنان من زوار المستشفي لمساعدة المريضة، واحضر وتولى نقل المرضي، ونقلوا المريضة الى الاستقبال، وراح الاطباء يفحصون المريضة بعناية، وراح سائق التوك توك يعتذر لطارق ” مكنش قصدى الست دى جارة لينا صاحبة سوبر ماركت بمنطقة شعبية اسمها الحاجة فاطمة وكنت خايف عليها، ومشيت عكس الطريق عشان انقذها، والحمد لله انك بخير “
رد طارق ” ربنا يشفيها بس انت .. كان ممكن تسبنى ادخل قبلك باب المستشفى ” ثم اردف ضاحكا “عملت ايه فى دنيتى عشان يحصلى كده “
وابتسم السائق والمتابعين للحوار وتبسم الكل وقهقه .. وودعا بعض باشارة يد ..وسار كل منهما فى طريقهما.
انتهت..