(١)
- مذّ أن جاوزت بعمري الستين .. إذ لا أزال منتظراً يوم الوفاء
- إني أحسّ بوحدةٍ تطحن عظامي .. كأني وحدي ساكن الصحراء
- صحراء في نفسي اعيشها فرداً .. أئن بين رمالها بوحشة وتنائي
- مستوحشاً بين ربوعها وحدي .. كميٌِتٍ يخشى القبور وهو عراء
- وانا الذي كان يحبٌ سكونها.. صرتُ منزعجاً به واسأل الانباء
- ظننت أني حبيبها وحدي .. وعشت حديث الحب وهو هراء
- فوجدت نفسي قيسا يستعيد بلاءه .. يئن هجيرها ، يحلم بقطرة ماء
** أسفي .. - هل كنت احلم بنفسٍ .. لاروى حديث الحب في الصحراء؟
(٢)
- ظللت اضرب في الأحجار ازرعها .. املاً لأجعلها جنتى الفيحاء.؟!
- زرعت الصخر وصار وارفاً بظلاله .. وما عرفت الفوز بوجهها الوضٌَاء
- فشلت في غرس الزهور بأرضها .. فما اقسي جبال النفس في حواء
- هيمان بالعيش في ظلال رحابها .. فعلمت أن هجيرها مغلٌَف ببلاء
- يا للقلوب وما بها من قساوة ظلم .. ويا للاحلام وما بها من رجاء
- احلم بيوم القى فيه برّ ومعروف.. عساه بالاحلام انال بعض جزاء
(٣)
- هي قصتي تصلح قيثارة حزنٍ .. او طيف حزنٍ مكللٍ بشقاء
- ما عاش من يقسو على ضاحي .. فأنا زهرة لحياة سائر الأشياء
- اروي الامانيّ بعذب الماء .. واسقي الحب بكل رضاء
- وما قسوت على قلب إنسٍ .. وكنت نسيما بغير شقاء
- وما صنعت معروما ليُسترد .. وما عشت عمرى .. هباء
- بل اطوي مدامعي في القلب .. لالقى الناس كالسعداء
- ويبكي الفؤاد بيني وبينه .. وفي العيان فرح .. وهو منه براء
- اطوي النهار بليله في صمتٍ .. ولا انطق باي لوعة وشقاء
- فيا فؤادي مهلا .. أنا منك وانت مني .. ودعك من حواء