شهدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، والسفير إيواي فوميو، سفير اليابان لدى مصر، توقيع الاتفاق التنفيذي لمنحة مشروع تحسين تجهيزات المركز الثقافي القومي (دار الأوبرا المصرية). جاء ذلك بحضور الدكتورة لمياء زايد، رئيسة دار الأوبرا المصرية، والسيد كاتو كين، الممثل الرئيسي لمكتب جايكا في مصر. وتبلغ قيمة المنحة 180 مليون ين ياباني، ما يعادل نحو 1.17 مليون دولار أمريكي.
يهدف المشروع إلى تحسين البنية التحتية للمركز الثقافي القومي من خلال تطوير الأجهزة والمعدات، وتعزيز خدمات المركز الثقافي، وتجديد صالة المشاهدة بالمسرح الكبير، بالإضافة إلى توريد 20 منصة مسرحية متحركة مماثلة لتلك الموجودة بالأوبرا، وذلك بجهود مشتركة بين المركز الثقافي القومي ووزارة الثقافة، بالتعاون مع وكالة التعاون الدولي اليابانية (JICA).
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن احتفال اليوم يُعد علامة فارقة جديدة في الشراكة التاريخية مع اليابان، التي تأسست عام 1954 وازدهرت على مدى عقود بُنيت على الاحترام المتبادل والطموحات المشتركة والتزام راسخ بالتنمية المستدامة والحوار الثقافي. وأشارت إلى أن اليابان أسهمت بشكل كبير في تدشين المتحف المصري الكبير، الذي يُعد منارة ثقافية مصرية للعالم.
وأوضحت الوزيرة أن الشراكة المصرية اليابانية تتميز بتنوع مجالات التعاون، وحققت إنجازات ملموسة في قطاعات متعددة. وبيّنت أن «محفظة التعاون المصري الياباني» تُبرز هذا التكامل بين «رؤية مصر 2030» و«برنامج عمل الحكومة (2024–2027)» مع أولويات التنمية اليابانية. كما أشارت إلى أن اليابان قدمت دعمًا استثنائيًّا لمصر على مدى سبعة عقود عبر جهود التعاون الإنمائي.
وأضافت المشاط أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عملت بجد لتعزيز هذه الشراكة وتوسيع آفاقها. وذكرت أن زيارتها لليابان في ديسمبر الماضي أكدت على متانة العلاقات الثنائية، حيث تم توقيع ثلاث مذكرات تفاهم مع السيد فوجي هيسايوكي، نائب وزير الخارجية الياباني، من بينها اتفاقية منحة تطوير تجهيزات المركز الثقافي القومي.
وأشارت إلى أهمية هذه الاتفاقية في تعزيز الكفاءة التشغيلية لدار الأوبرا المصرية مع الحفاظ على دورها كمنارة للفنون والموسيقى والفكر والمعرفة، وتجهيز المركز الثقافي القومي بمنظومات حديثة تعزز مكانته كأهم صرح ثقافي وفني في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وقالت الوزيرة إن توقيع هذه الاتفاقية ليس مجرد خطوة للحفاظ على مكانة دار الأوبرا، بل هو احتفال بإرث تعاون غني يمتد لأكثر من 70 عامًا، مؤكدة أن الثقافة والفنون ستظل تزدهر بفضل هذا التعاون، مع بقاء اليابان شريكًا وثيقًا في رحلة مصر التنموية.
من جهته، قال الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، إن اتفاقية المنحة اليابانية تهدف إلى تحسين المعدات بالمركز الثقافي القومي المصري «دار الأوبرا المصرية». وأكد أن المشروع يُعد معلمًا مهمًا في الجهود المستمرة لتعزيز المشهد الثقافي في مصر، وتوفير بيئة داعمة للإبداع والابتكار والتعبير الفني.
وأضاف هنو أن دار الأوبرا المصرية لطالما كانت منارة للتميز الفني ومنصة للفنانين المحليين والدوليين. وأشار إلى أن دار الأوبرا تُعد رمزًا للعلاقات الثقافية العميقة بين مصر واليابان.
كما أكد أن الاتفاقية تمثل شهادة على التعاون المستمر بين البلدين، وهو تعاون يعد دعم الشركاء فيه أمرًا حيويًا لنجاح هذه الجهود.
وأوضح الوزير أن المشروع يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي الغني لمصر، وفي الوقت ذاته يُواكب المستقبل بأدوات وتقنيات حديثة تدعم الابتكار في الفنون. ووجه الشكر للشركاء على مساهمتهم، مؤكدًا التزام الوزارة بتطوير نظام ثقافي مزدهر يحتفل بالماضي ويتطلع إلى المستقبل.
بدوره، أعرب السفير إيواي فوميو، سفير اليابان لدى القاهرة، عن سعادته بتوقيع الاتفاقية التي تُعد استمرارًا لجهود الحكومة اليابانية في تطوير دار الأوبرا المصرية، وتعميق العلاقات المصرية اليابانية، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف قطاعات التنمية.
كما عبّر كاتو كين، ممثل هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا)، عن اعتزازه بتوقيع هذا الاتفاق الذي يتزامن مع مرور 7 عقود على علاقات التعاون الإنمائي المصرية اليابانية. وأكد أن الاتفاقية تُجسد الصداقة الدائمة بين البلدين، مقدمًا الشكر للدكتورة رانيا المشاط على جهودها في إتمام الاتفاقية التي تعكس التزام جايكا بدعم الثقافة والإبداع والفنون والتعليم كعناصر رئيسية للتنمية.
يُذكر أن الحكومة اليابانية قدمت في عام 1983 منحة للحكومة المصرية لإعادة بناء دار الأوبرا المصرية، التي اكتمل بناؤها عام 1988. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الأوبرا مركزًا للنشاط الثقافي في مصر. كما بلغت قيمة المنح والتعاون الفني الياباني نحو 2.4 مليار دولار أمريكي، فيما تجاوزت التمويلات التنموية 7.2 مليار دولار منذ عام 1954.