خمسون سببًا تؤكد أن مصر عصيّة على التفكك والفتنة: نسيج لا يُمزق، وأرض لا تُقهر

في زمن تتكالب فيه المؤامرات، وتتعالى فيه الأصوات المُغرضة التي تسعى لبث الفتنة وزرع الفرقة، تبقى مصر صامدة، عصيّة على الانقسام، رافضة لأي اختراق لنسيجها الوطني الذي نُسج على مر العصور بخيوط الحب والمودة والدم المشترك. لا تُخيفها العواصف ولا تُغريها الدعوات الطائفية. لأن مصر ببساطة… أكبر من ذلك.

  1. لأننا كلنا من طمي النيل، من ذات التربة، من رحم واحد اسمه “أرض مصر”، فلا فرق بين مسلم ومسيحي، فالهوية الزراعية والبيئية التي شكلت وجدان المصري، واحدة.
  2. لأننا بكينا على عبد الناصر، وقفنا مدهوشين من عبقرية السادات، واحتفلنا بنصر أكتوبر، وثُرنا على الظلم، ووقفنا خلف السيسي. فمشاعرنا الوطنية لم تُفرقنا يومًا.
  3. لأن في الأعياد نوزع الكعك والعيدية دون أن نسأل عن دين الجار، فالمحبة أسبق من الهوية الدينية.
  4. لأن الفلاح القبطي يحرث أرض المسلم، والعامل المسلم يبني الكنيسة، في تلاحم عمره آلاف السنين.
  5. لأن صوت الآذان وأجراس الكنائس يعلوان معًا في الفجر، كأن الأرض كلها تسبّح باسم الله الواحد.
  6. لأن شهداء الوطن يُدفنون في تراب واحد، تحت راية واحدة، دون تفريق في العقيدة، بل يُجمعهم شرف التضحية من أجل مصر.
  7. لأننا نغني “بلادي بلادي” من قلوبنا، لا من شفاهنا، ولأن الوطن محفور في ذاكرتنا الجماعية.
  8. لأننا نحزن كأمة ونفرح كأسرة، نتقاسم الألم كما نتقاسم الفرح.
  9. لأن دماء أبطالنا لم تُسأل عن ديانتهم، بل عن إخلاصهم، وكتب عليهم التاريخ: “شهداء مصر”.
  10. لأن التاريخ المشترك يبدأ من الفراعنة ويعبر بمار جرجس وعمر بن العاص ليصل إلى السيسي و30 يونيو.
  11. لأن المصري لا يُحب نار الفتنة، بل يُطفئها بفطرته، ويحتكم لحكمته حين تغيب العقول.
  12. لأن أسماء شوارعنا تُخلّد شهداء من كل الطوائف: بطرس غالي، أحمد حلمي، وغيرهم.
  13. لأننا نُدفن في مقابر متجاورة، ونبكي بعضنا بحرقة إنسانية لا تعرف طائفة.
  14. لأن مصر ليست وطنًا فقط، بل “أمًا”… وأبناؤها لا يخونون أمهم.
  15. لأن ظهور العذراء في الزيتون وحد صفوف المصريين، فهرعوا من كل الأطياف لرؤيتها.
  16. لأن النيل يسقينا جميعًا، ونقدّسه كرمز للحياة والبقاء.
  17. لأن العلم المصري هو الكفن الشريف للشهداء، وهو رايتنا كلنا.
  18. لأن “تحيا مصر” تُقال من قلوب تحب… لا من أفواه تُجامل.
  19. لأن التاريخ شاهد أن من حاول شق مصر… سقط في هوة النسيان.
  20. لأن المصري حين يقول “إحنا إخوات”، لا يُجامل، بل يُعبر عن صدق الوجدان.
  21. لأن الجدات قلنها ببساطة: “المصري سند المصري”.
  22. لأن موائدنا واحدة، نأكل معًا، ونتشارك لقمة العيش.
  23. لأن الفتنة لا تجد تربة تنبت فيها حين تُقابل بقلوب تعرف الله.
  24. لأن لا فقر فرّقنا، ولا غنى غيّرنا.
  25. لأننا نولد على صوت المآذن، ونكبر على ألحان الترانيم.
  26. لأن ضحكتنا واحدة، ودمعتنا واحدة، في الأفراح وفي المآسي.
  27. لأن الشارع المصري يرفض أن يُسأل فيه أحد: “أنت مسلم ولا مسيحي؟”
  28. لأن عبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز وحدوا أذننا وقلوبنا.
  29. لأن المسلم يهنئ المسيحي في أعياده، والمسيحي يُعزم المسلم على إفطار رمضان.
  30. لأن النكتة المصرية سلاح محبة، لا تُفرّق بل توحّد.
  31. لأن جنودنا لا يسألون عن المعتقد، بل يسألون: “فين العدو؟”
  32. لأن المسلم يهدي صليبًا لصديقه المسيحي احترامًا، لا مجاملة.
  33. لأننا نحفظ نفس المناهج، ونرسم نفس خريطة مصر.
  34. لأن الصعيد علّمنا أن الكرامة لا تسأل عن الدين.
  35. لأن ضحايا الإرهاب نُشيّعهم معًا، ونبكيهم معًا.
  36. لأننا نأكل حلوى المولد معًا، ونلوّن البيض في القيامة معًا.
  37. لأن شيخ الأزهر والبابا تواضروس مثال لصداقات تُبنى على المحبة لا البروتوكول.
  38. لأن الأطفال لا يعرفون الفتنة… إلا إذا عَلّمهم الكبار الشر.
  39. لأننا إذا هاجمنا عدو، نتحول إلى جسد واحد يصرخ: “كلنا مصريون”.
  40. لأن القاهرة تُنير بمآذنها وكنائسها كعروس تلبس كل الفساتين الجميلة.
  41. لأن كل كارثة مررنا بها، زادتنا تلاحمًا لا انقسامًا.
  42. لأن الوجدان المصري أعمق من أن تُفتت وحدته شائعات أو مؤامرات.
  43. لأن البيوت المصرية تُبنى على المحبة، لا على أسس طائفية.
  44. لأن في المصائب نمد أيادينا لبعض بلا حساب.
  45. لأن مصر مرّت بقرون استعمار واحتلال… ولم تنكسر.
  46. لأن في الغربة، المصري هو وطن المصري، مهما اختلف الدين.
  47. لأن قلب الأم المصرية لا يعرف الكراهية.
  48. لأن من يُشعل الفتنة… يحترق بها.
  49. لأن الروح المصرية لا تقبل الغريب، وتلفظه كجسد يرفض الخيانة.
  50. لأن الله قال عن هذه الأرض: “مبارك شعبي مصر”… وهل تنقسم البركة؟!

مصر ليست دولة كباقي الدول، بل معجزة تاريخية، تسكن في قلوب أبنائها. وحدة المصريين لم تكن قرارًا سياسيًا، بل اختيارًا شعبيًا، ونبضًا وجدانيًا لا يضعف. هذه الخمسون سببًا ليست شعارات، بل حقائق يراها كل من عاش على أرضها، أو حتى زارها ليوم واحد. فسلام على مصر، وسلام على شعبها الواحد، الذي لا تُفرقه فتنة، ولا تُسقطه مؤامرة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى