“الدولة لن ترحمكم”… وكيل أمن الدولة السابق يزلزل الإخوان بعد حشد دمنهور: احذروا بطش الدولة وغضب الأمن ووعي الشعب!
حذر شكري، بلهجة حازمة، تيار التغيير – المعروف إعلاميًا بالكماليين، والجناح العسكري لجماعة الإخوان – من الاستمرار في هذا النهج الخطير، قائلاً:
“احذروا من بطش الدولة، ومن غضب الأمن، ومن وعي الشعب… الدولة التي فضّت اعتصام رابعة في ساعات، قادرة على فض هذا النوع من الحشد في دقائق. ما حدث أمام المحكمة الدستورية لن يتكرر، ولن يُسمح بزرع فتنة طائفية في مصر، تحت أي مسمى.”
في تصريحات لافتة، أطلق اللواء خيرت شكري، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقًا، جرس إنذار شديد اللهجة حول ما وصفه بـ”الخطر الخفي” الذي تمثله وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن وصف “السوشيال ميديا” بأنها مجرد سلطة رابعة بجانب السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) لم يعد توصيفًا دقيقًا ولا كافيًا.
وأكد شكري أن السؤال الحقيقي لم يعد: “هل أصبحت السوشيال ميديا سلطة رابعة؟”، بل: “هل تحولت إلى السلطة الأقوى التي تحرك باقي السلطات؟”، مضيفًا أن التأثير المباشر الذي باتت تمارسه هذه المنصات على مؤسسات الدولة، وعلى الرأي العام، وعلى الشارع، أصبح واقعًا خطيرًا لا يمكن التغاضي عنه.
وأشار شكري إلى أن خطورة المشهد لا تكمن فقط في التأثير، بل في من يدير ويقود هذه السلطة “الافتراضية” التي صارت تمسك بزمام التوجيه والتحريض، وتتلاعب بمشاعر الجماهير. وقال: “من الذي يتحكم في خوارزميات الغضب؟ من الذي يقرر أن يرفع قضية، أو يسقط مؤسسة، أو يُشعل الشارع؟ هذه ليست أسئلة فلسفية، بل أمنية في المقام الأول.”
وانطلاقًا من ذلك، تطرّق شكري إلى ما حدث مؤخرًا أمام محكمة دمنهور الجنائية، معتبرًا أن تجمع الأهالي ومحاصرتهم للمحكمة لم يكن مجرد تعبير عفوي عن الرأي، بل نتاج تحريض مدروس، تحركه ما وصفه بـ”السلطة الرابعة البديلة”. وأردف: “حينما يكون الحشد غير تلقائي ومدبرًا، فنحن أمام عمل فوضوي يستهدف الأمن القومي واستقرار الدولة، وقد يتحول في لحظة إلى عمل إرهابي… بدون إطلاق رصاصة واحدة.”
وأضاف شكري أن هذا المشهد يذكره بما حدث في عهد محمد مرسي، عندما قامت جماعة الإخوان بحصار المحكمة الدستورية العليا ومنع القضاة من دخولها، في واحدة من أخطر العمليات الإرهابية الصامتة، التي لم تستخدم فيها الأسلحة، وكان هدفها الواضح هو إسقاط دولة القانون.
وفي تحذير واضح، قال شكري إن ما يحدث حاليًا خارج حرم المحكمة في قضية الطفل “ياسين” ليس سوى دفع مباشر للجمهور نحو الصدام مع الأمن، أي مع الدولة نفسها، وهو أمر شديد الخطورة، يُدار من خلف الستار، ويستغل مشاعر الناس لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالعدالة أو الإنسانية.
واختتم اللواء خيرت شكري حديثه بالتأكيد على أن مصر تخوض الآن حربًا غير تقليدية، بلا جيوش أو دبابات، ولكن بأسلحة أخطر: التحريض، والخداع، وتحريك الشارع إلكترونيًا، وأن وعي الدولة ويقظة أجهزتها وشعبها، هو الحصن الأخير الذي يجب أن يُحمى بكل حزم.