كتائب الشر تستهدف نجيب ساويرس: رسالة تخويف إلى كل مستثمر يفكر في الحديث

بقلم: صموئيل العشاي

لا يمكن لأي عاقل أن يفسر الهجمة المنهجية التي يتعرض لها رجل الأعمال الوطني نجيب ساويرس مؤخرًا إلا بوصفها حلقة جديدة من مسلسل استهداف متكرر، تقوده كتائب الشر التي لا همّ لها إلا ضرب ثقة المستثمرين في الاقتصاد الوطني، وخلق أجواء من التربص والتخويف والشك، تصيب من يفكر في الاستثمار هنا بالفزع والتردد.

رأس المال بطبيعته جبان، ولا يتحرك إلا في مناخ مستقر آمن، حيث تُحترم حرية الرأي وتُقدَّر الأفكار المختلفة، حتى وإن لم نتفق معها. فما بالك عندما يرى المستثمرون أن رجل أعمال كبير بحجم نجيب ساويرس، لمجرد تصريح أو رأي شخصي أبداه، يتعرض لحملات تشويه واستهداف على يد محسوبين على أجندات معروفة، لا هدف لها سوى كسر كل من يملك تأثيرًا أو رأيًا حرًا؟

الأمر هنا لا يتعلق بشخص ساويرس في ذاته، بقدر ما هو إنذار مبطن لكل رجل أعمال أجنبي أو عربي: “احذر”. هذه ليست مبالغة، بل واقع شهدناه في سنوات ماضية عندما تم استهداف ساويرس الابن، وما تبعه من هروب نحو 26 مليار دولار من الأموال الساخنة التي كانت تدور في السوق المصرية. لم يكن ذلك مجرد رقم، بل رسالة هروب جماعي من بيئة استثمارية فقدت بوصلتها لبعض الوقت.

الذي يحدث الآن للأسف هو إعادة إنتاج نفس السيناريو القاتم، ولكن بأدوات إعلامية مسمومة، تُدار من حسابات مشبوهة، تُلبِس الباطل ثوب الغيرة الوطنية، وتروّج لخطاب كراهية موجه ضد رجال الأعمال والمستثمرين، كأن مصر يمكن أن تقوم دونهم، أو تُبنى مشاريعها الكبرى بلا رؤوس أموال ولا شراكات.

أي منطق هذا الذي يسمح لمرتزقة الرأي بأن يوجهوا سهامهم نحو أحد كبار المساهمين في الاقتصاد المصري، وأحد أكبر الداعمين لفكرة أن الاستثمار هو بوابة التقدم؟! حتى في أوج اختلافنا مع أي تصريح يصدر عن ساويرس، يظل من حقه أن يعبّر عن رأيه، وهو بالمناسبة رأي لا يصنع قرارات الدولة ولا يوجّه سياساتها، لكنه يعكس حرية التعبير التي نفتخر بها.

إن الهجوم على ساويرس ليس قضية شخصية، بل معركة على مستقبل الاستثمار في مصر. فإذا تركنا هذه الكتائب تعبث بثقة المستثمرين، وتزرع الرعب في قلوب رجال الأعمال، فنحن ببساطة نفرّغ الاقتصاد من روحه، ونفتح الأبواب أمام عزوف رؤوس الأموال عن المجيء إلى بلدنا.

لقد آن الأوان أن تُقطع الإنترنت على هؤلاء المحرّضين، ليس بمنعهم فعليًا، بل بسحب بساط التأثير من تحتهم، وفضح أجنداتهم، ومحاسبة كل من يسيء إلى سمعة الاستثمار المصري. فالوطن لا يحتمل رفاهية الخلاف المفتعل في وقت نحتاج فيه لكل يد تبني، ولكل عقل يستثمر، ولكل رأس مال يتحرك نحو التنمية.

من حقك أن تختلف مع ساويرس، كما هو من حقه أن يعبّر، لكن ليس من حق أحد أن يُحوّل ساحة الاستثمار إلى ميدان تشهير وتحريض. مصر أكبر من أحقادكم، وأعقل من أن تُدار بمنطق الكتائب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى