العلامة… قائد معركة العقول وبطل تحرير طابا

في صمت المقاتلين، ومن خلف أسوار المجهول، يسكن أحد أعظم أبطال مصر… رجلٌ لم يُشهر سلاحًا، لكنه قاد معركةً من أشرس المعارك، وحقق نصرًا خالدًا استعاد به قطعة من تراب هذا الوطن الغالي دون طلقة رصاص واحدة. إنه اللواء نبيل صادق، “العلامة” كما يحب أن يلقبه رجال جهاز المخابرات العامة المصرية، القائد الأسطوري لمعركة تحرير طابا، والذي يرقد اليوم في المستشفى، ندعو له من قلوبنا أن يشفيه الله كما أحب هو هذا الوطن وضحّى لأجله.

طابا… ليست مجرد كيلومتر مربع، بل رمز للكرامة

قد ينظر البعض إلى طابا على الخريطة فيراها رقعة صغيرة لا تتجاوز كيلومترًا مربعًا، لكن في قلب كل مصري، تلك الأرض تساوي التاريخ والعرض والكرامة. وقد أدرك اللواء نبيل صادق، ومعه رجال أوفياء من جهاز المخابرات العامة ووزارة الخارجية، أن التفريط في شبر من أرضنا خيانة، وأن الكفاح لاستردادها واجب لا يقبل المساومة.

معركة من نوعٍ آخر… معركة العقول

كانت معركة طابا حربًا من نوعٍ خاص، لا مدافع فيها ولا دبابات، بل سلاحها العقل، والتخطيط، والحنكة القانونية والاستخباراتية. وقادها “العلامة” ببراعة القائد، ودهاء المفكر، وصبر المقاتل. أنهك الفريق المصري الخصم الإسرائيلي، وأربك حساباته، وجمع الأدلة والوثائق، وفنّد الأكاذيب، حتى جاء يوم النصر في 29 سبتمبر 1988، يوم رفرفت فيه الراية المصرية فوق أرض طابا، انتصارًا للحقيقة والسيادة.

العلامة… أسطورة حية داخل الجهاز

حين سألته عن سر لقب “العلامة”، تواضع الرجل وقال لي: “أنا أتعلم منهم… في الجهاز عباقرة وعقول شديدة الحرفية.” لكن الحقيقة أن هذا اللقب ليس صدفة، بل جاء بعد عقود من العمل الاستخباراتي الدؤوب، والمعارك الصامتة التي خاضها ضد جهاز الموساد الإسرائيلي، والذي يكنّ له حتى اليوم رعبًا واحترامًا. فقد كان اللواء نبيل صادق من العقول التي يصعب اختراقها، ومن الرجال الذين يدرسون العدو كما لو كان كتابًا مفتوحًا.

المخابرات العامة… قلعة الصمت والانتصارات

جهاز المخابرات العامة المصرية، رابع أقوى جهاز مخابرات في العالم، لم يكن يومًا بحاجة إلى ضجيج أو استعراض… بل يحقق انتصاراته بصمت، دون نقطة دماء. رجال مدربون على أعلى مستوى، يعرفون جيدًا كيف تدار معارك العقول، ويخوضونها ليلاً ونهارًا بلا توقف، وهم الحصن الحصين لهذا الوطن.

لا يزال في الميدان… رغم سنوات العمر

رغم تجاوزه الثمانون عاماً ، لا يزال اللواء نبيل صادق يحمل حماسة شابٍ في العشرينات. ما زال يدرّب الأجيال، ما زال يظهر في الإعلام ليُطلق النار من كلماته على عقول الخصوم، ما زال يهز أركان الموساد كلما تحدث أو كتب، وكأن روحه لا تعرف معنى التقاعد أو الراحة.

دعاؤنا للبطل

يا رب، بحق كل لحظة سهر فيها من أجل هذا الوطن، وبحق كل خطة وضعها لاستعادة حق مصر، اشفِ عبدك اللواء نبيل صادق، وأعِد له عافيته ليبقى شاهدًا حيًا على عظمة المخابرات المصرية، وليُعلِم الأجيال القادمة كيف تُخاض معارك الشرف بذكاء وضمير.

سلامًا لك أيها “العلامة”… يا قائد معركة تحرير طابا، ويا أسطورة لا تُنسى.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى