طلاب إعلام آداب عين شمس يجسدون الحب الصامت والمشاعر الصادقة في «حجر أساس»

يسلط الفيلم القصير “حجر أساس”، وهو مشروع تخرج لطلاب قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس، الضوء على مفهوم مختلف وعميق للحب. فالحب هنا لا يظهر في المشاهد الرومانسية الصاخبة أو اللحظات الدرامية المتكلفة، بل ينبع من تفاصيل الحياة اليومية، ومن تلك اللحظات العابرة التي نمر بها دون أن نُعيرها اهتمامًا. يقدم الفيلم رسالة إنسانية رقيقة تعيد تعريف الحب كشعور هادئ يسكن بداخلنا وينمو في زوايا العلاقات الإنسانية بعيدًا عن الأضواء.
تركز فكرة الفيلم على إبراز اللحظات الحقيقية للحب التي نعيشها دون أن نلحظها، سواء في البيت أو بين الأصدقاء أو حتى في علاقتنا بأنفسنا. يستعرض الفيلم مشاهد مألوفة مع طرحها برؤية حساسة، ليؤكد أن الحب لا يحتاج إلى صخب أو احتفالات، بل إلى وعي عميق وإدراك صادق. فكل لمسة حنان، كلمة طيبة، أو نظرة دافئة هي تجلّ للحب، مهما بدت بسيطة أو عادية.
مُلهمة هذه الفكرة نابعة من حياة الناس اليومية وقصصهم التي غالبًا ما تمر دون تأمل كافٍ. إذ أن زحمة الحياة وضغوطها تجعل العديد يفقدون القدرة على ملاحظة الجمال في المشاعر البسيطة التي تجمعنا. لذلك يهدف الفيلم إلى استعادة هذا الإحساس وتذكيرنا بقدرتنا الكبيرة على المحبة إذا ما انتبهنا لها.
يُقدم الفيلم بأسلوب بصري بسيط وطبيعي، بعيد عن المبالغة أو الاستعراض، معتمدًا على صدق الصورة والموقف. لا يسعى الفيلم لافتعال تأثير لكنه يمنح المشاهد حرية التفاعل، راسلًا له رسالة بأن الحب لا يوجد في القصص الخيالية، بل في حياتنا الواقعية، في كل لحظة دفء، وكل فعل يحمل نية طيبة، وكل تفصيلة عابرة تنبض بمعنى عميق.
تم اختيار اسم “حجر أساس” ليجسد المعنى الحقيقي للفكرة، فكما أن الحجر الأساسي يشكل قاعدة البناء المتينة، فإن الحب هو الأساس الذي تُبنى عليه العلاقات الإنسانية. الحب يمنحنا القوة للاستمرار ويعيد لنا شعور الانتماء حتى في أصعب اللحظات. يعكس الفيلم هذه المعاني عبر مشاهد رمزية تحاكي الترابط الإنساني في أصدق صوره.
شارك في تمثيل الفيلم مجموعة من الطلاب المبدعين تحت إشراف الدكتورة نورهان حبيب والدكتورة سارة محمد، اللتين قدّمتا الدعم الفني والبشري مما أسهم في إخراج العمل بهذه الصورة الإنسانية المؤثرة.
لا يكتفي “حجر أساس” بسرد قصة قصيرة، بل هو دعوة صادقة للتأمل في حياتنا اليومية والاحتفاء بالمشاعر الصادقة التي تمنح الوجود معنى. يذكرنا الفيلم بأن الحب لا يختبئ خلف الكلمات الكبيرة أو المناسبات، بل يسكن في التفاصيل الصغيرة والأفعال اليومية والمواقف الصامتة التي كثيرًا ما تمر دون أن نلتفت إليها.
في الختام، يعد “حجر أساس” أكثر من تجربة فنية لطلاب على أعتاب التخرج؛ إنه انعكاس لنضج ووعي جيل جديد من صناع المحتوى البصري، يمتلكون أدوات التعبير والحافز لتقديم أعمال صادقة تحاكي الواقع وتحمل رسالة إنسانية، ليبرهنوا أن طلاب قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس لا يصنعون أفلامًا فقط، بل يزرعون مشاعر ويضيئون طريقًا جديدًا للفن النابض بالإنسانية.