صموئيل العشاي يكتب: السيسي يقاوم وحده… والحكام العرب في خندق العدو!

في زمن الانهيارات الأخلاقية، والاصطفافات المخزية، لا يزال الرئيس عبد الفتاح السيسي يقاوم وحده. يقف صامدًا، شريفًا، رافضًا الانصياع لإملاءات القوى الكبرى، بينما انحنى الآخرون، وأداروا ظهورهم لتاريخ طويل من الدم والعروبة والمقاومة.
السيسي لم يبع فلسطين… ولم يساوم على سيناء… ولم يفتح الباب للتهجير القسري تحت عباءة “الحلول المؤقتة”. وقف بثبات أمام الضغوط الدولية، وصمد أمام عواصف التهديد، ورفض أن تكون مصر ساحة لتصفية القضية الفلسطينية. في المقابل، اختار القادة العرب دعم الولايات المتحدة — الدولة ذاتها التي تسعى لتفتيت ممالكهم، وتقسيم دولهم، وهدم عروشهم فوق رؤوس شعوبهم!
مصر في قلب العاصفة… لكنها لا تركع
رغم أن مصر تمرّ بأزمة اقتصادية طاحنة، تشهد ارتفاعًا في الأسعار، وضغوطًا من صندوق النقد والبنك الدولي، ومناورات قاسية لانتزاع المواقف منها… إلا أنها بقيت في قلب الميدان، لا تساوم على دم، ولا تبيع تراب، ولا تنسى واجبها تجاه غزة. بينما تتكئ دول عربية على خزائنها الممتلئة بالدولارات، وتقف بجوار من ينحرون شعبًا بأكمله، في واحدة من أكبر الجرائم التي عرفها التاريخ الحديث.
قادة بلا موقف… ورئيس يصنع المجد
منذ أن قرر السيسي عزل جماعة الإخوان الإرهابية، كانت بوصلته واضحة: حماية الدولة، وصون كرامة المواطن، والحفاظ على ثوابت الأمة. لم يكن مشروعه سلطة، بل مشروع إنقاذ لوطن كاد أن يسقط. واليوم، مع استمرار المجازر في غزة منذ السابع من أكتوبر، ومع كل يوم يُزهق فيه مئات الأرواح، يرفض السيسي أن يكون شاهد زور على تصفية القضية، أو شريكًا في تهجير شعب صامد.
ورغم خلافي العلني والواضح مع الجماعات الدينية، وإعلاني ذلك مرارًا، إلا أن ما يحدث اليوم فاق كل حدود العقل والضمير، وبات من الواضح أننا أمام جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان، لن تُمحى من ذاكرة التاريخ، ولن ينجو من لعنتها كل من صمت أو تواطأ.
وحدها مصر… والسيسي هو من تبقى في الميدان
في الوقت الذي جاع فيه الفلسطينيون لأنهم رفضوا التهجير، وتألم فيه المصريون بسبب الغلاء والتضخم، وقفت مصر، دولة وشعبًا وقيادة، تردد: لن نكون بوابة للمؤامرة، ولن نبيع قضيتنا المركزية.
الولايات المتحدة تضغط بكل أدواتها لإنهاء القضية الفلسطينية وطمس هوية شعب كامل، لكنها تصطدم بجدار من نار اسمه “مصر”… وبقائد اسمه عبد الفتاح السيسي.
من يصمد في زمن الانهيار… يكتب تاريخه بحروف من نار
السيسي لا يقاتل من أجل مجد شخصي، ولا من أجل سلطة، بل من أجل أن تبقى مصر كبيرة، وأن يبقى العرب أعزاء. لكنه يقف وحده تقريبًا، بينما توزّع العواصم العربية ابتساماتها في ممرات البيت الأبيض، وتدفع الثمن من كرامتها قبل أموالها.
في لحظة تاريخية فارقة، لن ينجو أحد من السؤال: أين كنتم حين سقطت غزة؟ أين كان صوتكم حين طُعنت فلسطين في قلبها؟ التاريخ لا يرحم المتفرجين، ولا يبرّئ الصامتين.
السيسي اليوم يختار أن يكون من رجال التاريخ، بينما يختار الآخرون أن يكونوا من هوامشه.
فمن أراد الكرامة، فليتبع مصر. ومن أراد النجاة، فليحذر من اللعب بالنار، لأن من باع قضيته… لا ينجو حتى ولو ظنّ أنه نجا.