محمد السيد إسماعيل.. رحيل فارس نبيل

بقلم – اشرف راضي :

رحلت مبكراً يا رفيق.. تزاملت مع الشاعر والناقد الكبير محمد السيد إسماعيل لعام كامل في عمل جمعنا، فأتيحت لي فرصة للتعامل معه عن قرب واكتشاف مدى ثرائه الإنساني والفكري.. قليل من الناس الذين يكون التواصل معهم سريعاً وتشعر بعد أيام قليلة وكأنك تعرفهم منذ سنين، وكان الدكتور الراحل من هؤلاء القلة.. عز عليّ أن تكون اللقاءات بعد هذا العام قليلة وعابرة، وغالباً على هامش الندوات والفاعليات الثقافية التي كان متحدثا رئيسيا أو معقبا أو رئيس لجلساتها، وكان عزائي أن التواصل بيننا لم ينقطع قط، وفي كل مرة كنت أجده كما عهدته دائماً مبتسماً وبسيطاً ومتواضع تواضع العالم الجليل. وكان مبدع وعالم جليل في ميدان النقد الأدبي، وقلما تجد شخصية عامة مثله تحظى بحب الجميع وبتقديرهم.. في آخر تواصل بيننا وكان قبل حوالي أسبوعين من رحيله المؤلم حقاً، طلب مني رقم الصديق الشاعر المبدع والصحفي محمد الحمامصي، متعه الله بالصحة والعافية، وهنأته على صدور كتابه الجديد “الخروج من الظل: قراءة في القصة النسائية القصيرة في مصر”، واتفقت معه مبدئيا أن ننظم له ندوة من خلال “مبادرة النهوض بقوى مصر الناعمة”، ورحب تاركاً لي ترتيبها، لكنه فاجأنا جميعا برحيله جسداً على غير توقع.. رحل جسدا لكنه باقٍ بيننا روحاً وأثراً وسيرة عطرة وذكرى حلوة.. عادت نفسه المطمئنة إلى بارئها راضية مرضية لتدخل في عباد الرحمن وتستقر في جنته مع كل الأنفس الذكية والطاهرة التي رحلت من قبل والتي سترحل من بعد.. لا أقول وداعاً أيها الصديق الباقي معنا أبداً وعزائي أن يمن الله عليّ بلقائك ولقاء الأحباب في الدار الأبقى..

آخر مقطع من قصيدة للشاعر والناقد الراحل نشره على صفحته على الفيسبوك:

باب واسع للعبور

في الصباح أبحث عن البيت
وفي الليل أنام على كومة من الأجسام والحجارة
آه يا امي
لقد كان هنا
منذ عشرين شهرا
ارسم فوق جدرانه
عيونا كثيرة
وايادي بيضاء
لا بيت الآن
لكن تأكدي
أن المكان كله أصبح بابا واسعا للعبور

@followers
@highlight

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى