السفير محمد حجازي يدعو إلى تصعيد العقوبات على إسرائيل بعد حادثة إطلاق النار على الوفد الدبلوماسي

فوجئ العالم بما قامت به القوات الإسرائيلية بعد إطلاقها أعيرة نارية تحذيرية باتجاه وفد دبلوماسي دولي مكون من 25 دبلوماسياً كانوا يزورون مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة، حيث توجهت الأنظار نحو الشرق الأوسط، ولم يتوقع أحد أن يتعرض الوفد الذي وصل إلي المدينة في مهمة لتقييم الوضع الإنساني المتدهور للنازحين في قطاع غزة المحاصر لإطلاق نار، حيث أظهرت مقاطع فيديو متعددة تعرضه لإطلاق نار كثيف ومباشر أمام الكاميرات ووسائل الإعلام من قبل عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الضفة الغربية.
عديد من الدول الأوروبية والعربية أدانت هذا التصرف، وكان من أبرزها مصر التي أكدت في بيانها أنها تدين إطلاق النار على الوفد الدبلوماسي وأعربت عن رفضها التام لما حدث، مشيرة إلى أن السفير المصري برام الله كان ضمن الوفد. كما نددت إسبانيا بشدة بإطلاق النار خلال زيارة الدبلوماسيين، وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين غير مقبول، فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي أن باريس ستستدعي السفير الإسرائيلي عقب الحادث، بينما أدانت المملكة العربية السعودية إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الوفد الدبلوماسي الذي يضم سفراء وممثلين من دول عربية وأجنبية أثناء زيارتهم لمخيم جنين.
وفي تعليق على الحادث، أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على وفد دبلوماسي دولي يعد جريمة وانتهاكاً للأعراف الدولية، ويمثل اعتداء على السيادة الوطنية للدول وإخلالاً بالتعهدات. وأوضح أن هذه الزيارة جرت بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية وكان من المفترض أن يكون الوفد مؤمناً، لكن ما حدث يُظهر أن إسرائيل نقضت تعهداتها بشكل كامل. وأضاف أن ذلك يعد اعتداءً على القانون الدولي الذي يفرض على سلطة الاحتلال الحفاظ على الأمن، معتبراً أن التعدي على ممثلي الدول يعد خرقاً للأعراف الدبلوماسية، والحاجة باتة لاتخاذ موقف حاسم من قبل المجتمع الدولي.
كما أكد أن العقوبات يجب أن لا تقتصر على استدعاء السفراء الإسرائيليين والاحتجاج، بل ينبغي أن تتبعها إجراءات تصعيدية أخرى. وأشار إلى أن هناك تغيرات في مواقف بعض الدول القريبة من إسرائيل، مثل هولندا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا والنرويج وسلوفينيا، معرباً عن أمله في أن يسهم مؤتمر دعم حل الدولتين المنتظر في يونيو القادم بمقر الأمم المتحدة في إحداث تغيير في سياسات الحكومة الإسرائيلية ووقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، أشار إلى تزعزع الثقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث بات المجتمع الدولي يعي أن إسرائيل باتت تهدد المبادئ الإنسانية والقانون الدولي، وهو ما يزيد من الضغوط عليها وعلى واشنطن التي تساندها. وأوضح أن تحركات إدارة الرئيس الأمريكي الحالية، بما يشمل الاتفاق مع حماس والحوثيين، تعكس توجهًا جديدًا لتحقيق مصالح الولايات المتحدة بشكل لا يتماشى مع الدعم الأعمى لإسرائيل. ولفت إلى أن إجراء محادثات مباشرة مع حماس يعبر عن فقدان الثقة بإسرائيل، وأن إدارة ترامب كانت تتعامل مع الملف بشكل يجسد المصالح الأمريكية، رغم تأكيدها على التزامها بدعم إسرائيل.
وفيما يخص العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، أكد أن ثقة أمريكا في إسرائيل تتآكل مع مرور الوقت، وهو ما يتضح من عدم زيارة نائب الرئيس للكيان خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد تجدد هجمات إسرائيل على غزة. ورغم ذلك، أشار حجازي إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يتوقف، وأن واشنطن ستظل من أقوى حلفائها، مع إظهار استعداده للتعامل مع السياسات الخارجية بشكل مستقل عند الحاجة، مستشهدًا بعدم شمل ضربات إسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني في محادثات وقف إطلاق النار مع الحوثيين، وهو ما يعكس نهجًا براغماتيًا جديدًا يعكس مصالح أمريكا.
وفي الأخير، أكد أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة حول البرنامج النووي الإيراني يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة أن المفاوضات الأمريكية الإيرانية لا تزال مستمرة، مع استمرار التوترات والاحتدامات الثنائية، وهو وضع يتطلب الكثير من الحكمة والسياسات الدقيقة للحفاظ على الاستقرار والسلام في المنطقة.