دعونا نحتكم إلى قوميتنا المصرية… ولنترك رعاة الغنم لمصيرهم!

بقلم – صموئيل العشاي:
لقد آن الأوان أن نحتكم إلى ضميرنا القومي، إلى هويتنا المصرية الراسخة، إلى شعورنا العميق بأننا لسنا جزءًا من عبث الآخرين، ولسنا ملزمين بإطفاء حرائق أشعلها من لا يجيدون إلا التخريب. دعونا نترك لدول الجوار أن تحل أزماتها بأيديها، فهي أزمات من صنع أيديهم، ونتاج مباشر لخياراتهم، فلا نحن مسؤولون عنها، ولا ينبغي لنا أن نتحمل وزرها.
البعض يردد أن ما يحدث في المنطقة مؤامرات خارجية، وهذا ربما يكون صحيحًا إلى حدٍ ما، ولكن أين العقول الرشيدة في تلك البلدان؟ أين الصوت العاقل الذي ينهى عن الفتنة ويوقف الانهيار؟! ما نراه في الحقيقة هو شعوب تُقاد كالقطيع إلى الهاوية، ولا تجد بين نُخبها من ينهى أو يعقل أو يصرخ في وجه العبث.
أنا أثق تمامًا في حكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الضابط القادم من مدرسة المخابرات المصرية العريقة التي تعود لسبعة الاف عام، هو يدرك تمامًا حجم الجنون الذي يجتاح الشرق الأوسط، ويراقب هذا التحول المفاجئ في بعض الدول، التي باتت تتصرف كأنها قوى استعمارية، تتوسّع في البلدان التي ساهمت هي نفسها في تدميرها، وكأن الخراب الذي صنعوه لا يكفي!
كفانا بكاءً على قتلة شعوبهم، وعلى مَن فجّروا أوطانهم بأيديهم، ثم وقفوا على أنقاضها يطلبون الشفقة والدعم. كفانا انجرارًا وراء شعارات زائفة، وتغنٍّ بأوهام وحدة لم تجلب لنا إلا الخراب والانقسام.
نحن الحضارة، نحن المجد، نحن التاريخ الذي يُكتب بماء الذهب، فلماذا ننحدر بأنفسنا إلى مستوى من لا يملكون إلا خيمة وقطيعًا؟ لماذا نسمح لأنفسنا أن نُقارن برعاة الأغنام الذين لا يعرفون لا معنى الدولة، ولا أصول الحضارة؟
وأنا، رغم حبي الجارف للزعيم الصعيدي جمال عبد الناصر، ابن محافظتي أسيوط، لا أستطيع أن أغفر له خطيئة التوجه إلى الخارج بحثًا عن تحرير من لا يريدون الحرية، وسعيه لإنقاذ من لا يستحقون. لقد ترك المجد والنهضة والتقدم في الداخل، وذهب يطارد سرابًا في الصحراء، فغدروا به، وقادونا إلى حروب أنهكتنا.
مؤامرات رعاة الأغنام لم تتوقف علينا يومًا، فهم لا ينسون عظمة مصر، ويحاولون على الدوام تقزيم العملاق المصري، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك بادعاء أنهم أصحاب حضارة ومجد، والحقيقة أنهم لا يعرفون من المجد إلا اسمه.
يا سادة، دعونا نغلق صفحة الوهم. اتركوا هؤلاء لمصيرهم الذي اختاروه بأيديهم، وتعالوا نوجّه البوصلة نحو مصر، نبنيها حجراً فوق حجر، ونصنع مجدها الحقيقي بأيدينا.
أثق في وعي شعبنا العظيم، هذا الشعب الذي لم يلن أمام العواصف، والذي يستلهم في كل محنة عمقه الحضاري ومخزونه المعرفي. دعونا ننسحب من فوضى لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ونعمل بصمت وصبر، كما اعتدنا، على بناء حضارتنا الحقيقية.
المستقبل لنا… إن تركنا العبث واحتكمنا إلى عظمة الذات المصرية.