انتخابات الصحفيين.. معركة متوازنة بين سلامة و البلشي في صراع ساخن على مقعد النقيب

تشهد انتخابات نقابة الصحفيين هذا العام صراعًا محمومًا بين اثنين من الأسماء البارزة في المشهد الصحفي، حيث يتنافس النقيب الأسبق عبد المحسن سلامة مع النقيب الحالي خالد البلشي على مقعد النقيب في انتخابات حاسمة تعكس حالة الاستقطاب داخل الجماعة الصحفية. ويتقارب المرشحان بشكل لافت في استطلاعات الرأي، إذ حصل كل منهما على نسبة 50%، مما يجعل المنافسة مشتعلة حتى اللحظة الأخيرة ويصعب التكهن بالنتيجة النهائية لهذا السباق الانتخابي.
يراهن عبد المحسن سلامة على تقديم رؤية اقتصادية طموحة تستهدف تحسين أوضاع الصحفيين المعيشية من خلال حزمة من الوعود التي تشمل زيادة غير مسبوقة في بدل النقابة، بالإضافة إلى تقديم مشروع اراضي زراعيه للصحفيين ويتيح لكل عضو الحصول على خمس فدادين، مما يعكس توجهًا نحو توفير استقرار اقتصادي طويل الأمد للعاملين في المهنة. كما يتعهد سلامة بإنشاء مستشفى خاص بالصحفيين، بهدف تأمين خدمات طبية متكاملة لأعضاء النقابة وأسرهم، وهو المشروع الذي يرى أن من شأنه تحقيق نقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية المقدمة للصحفيين.
على الجانب الآخر، يعتمد خالد البلشي على نهج مختلف يقوم على الحضور الدائم والتواصل المستمر مع الصحفيين، حيث يرى أن وجود النقيب وسط الصحفيين بشكل مستمر هو العامل الأهم في مواجهة الأزمات اليومية التي تعاني منها المهنة. ويؤكد البلشي أنه لا يعتمد فقط على الخطاب الانتخابي، بل يسعى فعليًا لحل المشكلات من خلال التواصل مع الجهات المعنية، حيث تقدم رسميًا بطلب للحكومة لزيادة بدل الصحفيين بنسبة 33%، ليصل إلى نحو 5000 جنيه، معتبرًا أن هذا التحرك ضروري في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
تزداد حدة المنافسة بين المرشحين مع اقتراب موعد التصويت، حيث يبذل كل طرف جهودًا كبيرة لحشد الدعم واستقطاب الأصوات، وسط انقسام واضح في آراء الصحفيين، حيث يرى البعض أن سلامة يمثل خيارًا اقتصاديًا آمنًا قد يحقق مكاسب مادية ملموسة لأعضاء النقابة، فيما يعتبر آخرون أن تجربة البلشي تقدم نموذجًا جديدًا قائمًا على التفاعل المستمر مع الأزمات والسعي لإيجاد حلول مباشرة من خلال الضغط والتفاوض مع الجهات الرسمية.
وفي ظل هذا التنافس القوي، التزمت مؤسسات الدولة بالحياد التام في الانتخابات الحالية، مما أتاح للمرشحين خوض تجربة ديمقراطية خالصة دون تدخلات رسمية، وهو الأمر الذي يضفي المزيد من الزخم على المعركة الانتخابية، ويجعلها من أكثر الانتخابات النقابية تنافسًا خلال السنوات الأخيرة.
يبقى السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه مع اقتراب موعد الحسم: هل ينجح عبد المحسن سلامة في إقناع الصحفيين برؤيته الاقتصادية الطموحة وتحقيق اختراق انتخابي يعيده إلى مقعد النقيب، أم يتمكن خالد البلشي من تعزيز ثقته بين أعضاء النقابة والاستمرار في موقعه لدورة جديدة؟ الإجابة ستظل معلقة حتى اللحظة الأخيرة من فرز الأصوات، في انتخابات يتوقع أن تشهد مشاركة واسعة وحالة من الترقب الشديد.