حازم رفعت يكتب: حين يصبح الرجل وطنًا

في زمنٍ تتزاحم فيه المحاكم بقضايا الطلاق، وتئن فيه البيوت من وجع الفراق، يطل سؤالٌ مؤلم:

ماذا لو كان الرجل سندًا حقيقيًا؟ جبلًا لا تهزه العواصف، وقلبًا يتسع للكون بمن فيه؟

أيها الرجل،

أنت لست مجرد اسم في بطاقة الهوية، ولا ظلًا صامتًا في زوايا البيت.

أنت الأمان حين تضيق الدنيا، والحنان حين تجف المشاعر.

لا تهمل من أحبتك، ولا تجعل الظروف شماعة تعلق عليها تقصيرك، فالمرأة لا تطلب الكثير…

هي فقط تريدك بطلها الأول، طفلها الكبير، وكتفها الثابت.

لا ترفع يدك إلا لتحتضن، ولا صوتك إلا ليطمئن.

اجعل بيتك مملكةً، أسرارها لا تتسرب، وكرامتها لا تُمس.

امنح زوجتك حضورها في المجتمع، فهي شريكة، لا تابعة…

رفيقة درب، لا خادمة مهمشة.

اعتذر إن أخطأت، فالاعتذار لا يُنقص من رجولتك بل يرفع قدرك.

ازرع في بيتك وردة التسامح، واترك هموم الشارع على عتبته، فبيتك أحق بوجهك المبتسم وقلبك الدافئ.

لا تجعل الغرباء أولويتك، فحين تفيق من دوامة الحياة، قد لا تجد من كان ينتظرك بقلب صابر.

استمع لزوجتك، لا كواجب، بل كشغف. كن لها وطنًا بلا حدود.

افتح معها صفحةً جديدةً كل صباح، ولا تعايرها بما لا ترضاه لنفسك.

النقص ليس فيها، بل فيمن يرى في غيره مرآةً لضعفه.

كن رحيمًا لا مستضعِفًا، سندًا لا متسلطًا، غيورًا بحب لا بعنف.

ازرع في بيتك نور الإيمان، فبيتك جنتك…

وأنت راعيها، ورب أسرتها، ومصدر أمانها الذي لا يخذل.

وفي الختام، سؤال أتركه لك، أيها القارئ:

لو سار الرجال على هذه الوصايا، هل كانت ستبقى المحاكم تضج بقضايا الهجر والعنف؟

أم كانت البيوت لتفيض دفئًا، ويكبر الحب فلا يشيخ أبدًا؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى