حماس والسلطة.. تناقضات فلسطينية على حساب مصر

تقرير صحفي | بقلم: صموئيل العشاي
في زمنٍ تعجّ فيه المنطقة بالأزمات، وتشتدّ فيه الحاجة إلى صوت عقل وامتنان، يُطالعنا المشهد الفلسطيني بمواقف متناقضة بل وصادمة، لا تسيء فقط إلى مصر، بل تهين كرامة الدم الفلسطيني ذاته.
حماس تقول: “معونات مصر لنا وهمية”
تصريح لا يخلو من النكران والجحود، أطلقته قيادات حماس أخيرًا، متهمين مصر بتقديم معونات “وهمية” لغزة، وكأن القوافل التي دخلت عبر معبر رفح في أحلك الظروف لم تكن، وكأن مئات الشاحنات اليومية، والمستشفيات الميدانية، وأطنان الوقود والمساعدات الغذائية كانت سرابًا.
الحديث عن “وهم المعونات المصرية” لا يعكس فقط انعدام الحد الأدنى من الموضوعية، بل يكشف عن خطّ دعائي متكرر تتبعه حماس لتبييض وجهها داخليًا على حساب مصر، الدولة التي فتحت ذراعيها للقطاع في عزّ الحصار، وتحملت أعباء لا حدود لها، سياسيًا وأمنيًا وإنسانيًا، دون مقابل.
السلطة الفلسطينية: “شكرًا للسعودية”
في الجهة المقابلة، يخرج حسين الشيخ، أحد أبرز قيادات السلطة الفلسطينية، ليقول: “لولا المملكة العربية السعودية، ما تحدّث أحد عن الدولة الفلسطينية”.
ورغم الدور السعودي المشهود والداعم لقضية فلسطين منذ عقود، فإن هذا التصريح بدا إقصائيًا، وكأن تاريخ الدعم المصري – منذ مؤتمر القدس 1931 حتى معارك غزة 2023 – مجرد ورق تُداس عليه في لحظة سياسية حرجة.
من غير المنطقي أن تتعامل السلطة مع مصر وكأنها لم تضحِ من أجل فلسطين، ولم تستضف حوارًا فصائليًا واحدًا، ولم تتوسط لوقف نزيف دم في غزة، أو تُسعف جريحًا، أو تستضيف نازحًا