المصطافون يستمتعون بمشاهدة مراحل رحلة الصيد على شواطئ بورسعيد.. صور

رحلة الصيد الصباحية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في بورسعيد

تبدأ رحلة الصيد مع بزوغ فجر اليوم على شاطئ بورسعيد، حيث ينتشر صوت صفير النوارس ورائحة الملح في الهواء، وتنطلق مراكب الصيد في اتجاهاتها بعد أن تستعد لصيد الأسماك. يقضي الصيادون ساعات في مواجهة أمواج البحر، حيث يعرضون شباكهم الممتلئة بأنواع مختلفة من الأسماك الطازجة التي تشتهر بها المدينة. على الرمال، يتحرك الصيادون بخفة وخبرة لجمع الشباك وتفريغ ما اصطادوه، في مشهد يعكس حياة مهنة عريقة تنتقل من جيل إلى آخر.

عودة المراكب إلى الشاطئ ومحطات التهيئة

مع مرور الوقت، تعود المراكب تباعًا إلى الساحل، حاملة الشباك الممتلئة بالأسماك، ويتم فرزها وترتيبها لاستقبال الزبائن. يحرص الصيادون على تنظيم بضاعتههم بعناية استعدادًا لعرضها على الأسواق المحلية، حيث يباع السمك الطازج بأسعار مناسبة، وهو أمر يساهم في تلبية احتياجات السوق ويخفف العبء على المواطنين.

حرفة الآباء والأجداد وارتباطها بالمكان

يمتد شاطئ بورسعيد على مسافة تقارب 6 كيلومترات، ويطلق على هذا النطاق اسم “صيد الضهرة”، وهو لقب يميز حرفة الصيد التي تربط أبناء المدينة بعائلاتهم منذ نشأة المدينة، حيث انتقلت من جيل إلى آخر، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من هويتهم الوطنية والثقافية.

مقابلات الصيادين وتطلعاتهم

يحكي محمد شعبان، أحد الصيادين، عن رحلاته قائلًا: “نخرج من الفجر ونتحدى البحر بكل حالاته. في الصيف، تكون الرحلات أقل تعبًا، ومع ذلك نحن نحتاج لصبر وجهد كبيرين. البحر رزق، ويحتاج لصبر ومعرفة بالشغل.” أما السيد الزيني، من أقدم الصيادين، فيتحدث عن إرثه العقائدي: “هذه المهنة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، ونحب البحر رغم تعبه، خاصة في موسم الصيف حيث يتواجد سمك السردين، الذي يطلبه السوق بكثرة.”

أهمية الصيد كمصدر رزق ودعم للأسواق

تعد رحلات الصيد اليومية مصدر دخل رئيسي لآلاف الأسر في بورسعيد، وتلعب دورًا كبيرًا في دعم الأسواق المحلية من خلال توفير الأسماك الطازجة بأسعار مناسبة، الأمر الذي يخفف من معاناة المواطنين ويؤمن لهم غذاءً صحيًا يوميًا من منتجات البحر.

البحر.. حياة المدينة وشريكها الدائم

ظل البحر على مر الزمن شريك حياة الصيادين، فهو مصدر الرزق وميدان العمل ودرس للصبر. تتخلل حكاياتهم العديد من القصص عن الكفاح والمغامرة، وتظل صور السفن والسمك شاهدة على أن بورسعيد مدينة تنبض بالبحر وللبحر، الذي يعيد البسمة والأمل لأهلها يومًا بعد يوم.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى