التاريخ هو ماضٍ لم نتعظ منه.. فيتكرر في المستقبل

بقلم: اللواء أ.ح / صلاح المعداوي
محافظ الدقهلية الأسبق
منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وما تبعها من تصريحات خطيرة أدلى بها نتنياهو، بدا واضحًا أن الأمر يتجاوز مجرد مواجهة عسكرية عابرة؛ بل هو انعكاس لعقيدة صهيونية متجذّرة تسعى إلى تحقيق ما يسمونه “إسرائيل الكبرى”. هذا التصريح لم يترك مجالًا للتأويل، بل كشف عن النوايا الحقيقية خلف إصرار الاحتلال على المضي في خططه التوسعية مهما كان الثمن.
في المقابل، تسعى الجهود الإقليمية والدولية، بوساطة مصر وقطر وسط تخاذل أمريكي لافت، إلى صياغة صفقة شاملة تضع حدًا لهذه الحرب. الصفقة –إن تمّت– ستتضمن وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات الإنسانية، تبادل الأسرى، انسحاب القوات الإسرائيلية إلى مناطق محددة، ثم بدء مفاوضات بين إسرائيل وحماس برعاية الوسطاء، تنتهي بوقف دائم لإطلاق النار ونزع سلاح الحركة مقابل خروج آمن لمقاتليها، وتشكيل حكومة مؤقتة مستقلة لا تنتمي لا إلى حماس ولا إلى فتح ولا إلى السلطة الفلسطينية.
لكن السؤال: ماذا لو فشل هذا المسار؟
السيناريو الأكثر ترجيحًا سيكون على النحو التالي:
- إنشاء مناطق إيواء للسكان خارج الكتل السكنية لقطاع غزة، على الأرجح باتجاه الجنوب.
- إفراغ غزة بالكامل من سكانها ثم تدمير البنية التحتية عبر القصف الجوي والروبوتات المفخخة.
- إرسال وحدات استطلاع متخصصة لمراقبة الأنفاق ليلًا ونهارًا باستخدام الطائرات المسيّرة، بهدف تعقّب المقاومة والوصول إلى الأسرى الإسرائيليين.
- توجيه إنذار لحماس بضرورة الخروج من الأنفاق وتسليم الأسرى مقابل الخروج الآمن، مع التهديد باستخدام قنابل خارقة للتحصينات لتدمير الأنفاق وقتل من بداخلها، دون اعتبار لمصير الأسرى.
- المضي في الحرب العقائدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي ترى أن احتلال غزة وما بعدها خطوة في سبيل تحقيق الحلم الصهيوني. ولن تتراجع عن ذلك إلا إذا فرضت المقاومة واقعًا عسكريًا جديدًا على الأرض، أو إذا جاء ضغط دولي –خاصة أوروبيًا– متضافرًا مع الدور المصري والقطري.
إن تصريحات نتنياهو الأخيرة أكدت أن ما يجري ليس مجرد حرب ظرفية، بل مشروع وجودي في نظر إسرائيل. وهنا يطرح السؤال نفسه: هل سنشهد معجزة في الموقف العربي؟ هل يمكن أن نرى قرارًا عربيًا موحدًا حازمًا، يتناغم مع الموقف المصري الثابت ويزيد من الضغط السياسي والدبلوماسي لوقف هذه الحرب الكارثية؟
لقد أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الأخيرة بالقاهرة أن الحل السياسي هو الطريق الأمثل، وأن استمرار الحرب لن يجلب سوى مزيد من الخراب. يبقى الأمل أن يتحول هذا الموقف إلى فعل عربي جماعي قوي، لعل الرياح تجري بما تشتهي سفن الأمة، قبل أن يُكتب علينا أن نعيد تكرار ماضٍ لم نتعلم منه بعد
ماشاء الله معالى الوزير تحليل ممتاز للواقع ورؤية مستقبلية، زادكم الله من فضله ونفع بكم تحياتي وتقديري لمعاليكم
كلام مضبوط ويجب تحرك عربى موحد وليس منفصلا لان الموضوع يمس الامن القومى العربى بالكامل وهذا مطلبته مصر من زمان بأنشاء جيش عربى موحد واستخدام البترول كسلاح اقتصادى وتزويد مصر بالمعدات العسكرية وانعاش الخزينة المصرية اقتصاديا وعدم تأثرها فى حالة الحرب المباشرة ضد الكيان لعدم تدهور الاوضاع فى مصر اقتصاديا بسبب الحرب