اللواء خيرت شكري: بعض الوجوه الإعلامية تغيّر جلدها وتبيع مواقفها وفق المصالح

أكد اللواء خيرت شكري، وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق، أن هناك حقيقة صادمة لا يمكن إنكارها، بل لا بد من كشفها أمام الرأي العام، وهي أن كثيرًا من الوجوه الإعلامية التي تتصدر المشهد اليوم في الهجوم على جماعة الإخوان، هم أنفسهم الذين كانوا في الماضي الأقرب إليها، والأكثر غزلًا في حكمها، حيث برروا خطاياها وزيّنوا للناس مشروعها الزائف.
وأضاف شكري أن هؤلاء الإعلاميين يظهرون اليوم بثوب “البطولة الزائفة”، ويتحدثون وكأنهم كانوا دائمًا في خندق الوطن، متجاهلين ذاكرة الشعب وكأنها قد مُسحت. وأوضح أن هذه الوجوه ليست سوى “أقنعة متلونة”، تغيّر مواقفها وفق اتجاه الريح، بلا مبدأ ولا عقيدة وطنية واضحة.
وشدد وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق على أن مشكلة هؤلاء أنهم تعاملوا مع الإعلام باعتباره مجرد وظيفة للارتزاق ووسيلة للشهرة والظهور، لا رسالة للوعي ولا أمانة أمام الشعب والتاريخ. وتساءل: “كيف يمكن أن يثق الشعب في إعلامي كان يسبّح بحمد الإخوان بالأمس ويشرعن جرائمهم، ثم يخرج اليوم ليحاضرنا في الوطنية؟”.
وأشار شكري إلى أن استمرار هذه الشخصيات في صدارة المشهد الإعلامي يمثل خيانة للوعي الجمعي، لأنهم – على حد وصفه – يرسخون ثقافة الانتهازية ويقضون على فكرة المصداقية في الإعلام. وقال: “ما قيمة الكلمة إذا خرجت من فم منافق، وما جدوى الشاشات إذا امتلأت بوجوه فقدت شرف الكلمة منذ اللحظة الأولى التي باعت فيها ضميرها؟”.
وأكد أن مصر في أمسّ الحاجة إلى وجوه إعلامية جديدة لم تتورط في التلون أو بيع المواقف، بل تحترم ذاكرة الناس وتخاطب عقولهم بصدق، مشددًا على ضرورة ظهور إعلاميين نظفاء يتمتعون بالمصداقية والشجاعة في قول الحقيقة منذ البداية، لا أن يبدلوا جلودهم مع تغيّر الأحوال.
واختتم اللواء خيرت شكري تصريحاته بالتأكيد على أن بقاء هذه الوجوه القديمة في الساحة هو امتداد لزمن الكذب والتزييف، مضيفًا: “من خان الكلمة يومًا لا يستحق أن يحملها غدًا، ومن غازل الإخوان بالأمس لا يحق له أن يتصدر مشهد الهجوم عليهم اليوم. الشعب يريد إعلامًا صادقًا، ولن يتطهر الإعلام إلا برحيل هؤلاء من المشهد بلا عودة”