النائب المنتظر… بين أمانة التكليف وآمال الجماهير

✍️ بقلم: أشرف ماهر ضلع
مع اقتراب الاستحقاق البرلماني، تتجه الأبصار إلى مقاعد مجلس النواب، حيث تتجدد الآمال في أن يخرج من بين أبناء الوطن نائب جديد يعبّر بصدق عن إرادة الناس، ويترجم أحلامهم إلى واقعٍ يليق بتاريخ مصر ومستقبلها.
النائب المنتظر ليس مجرد اسم يُدوَّن على ورقة انتخابية، بل هو ضمير حيّ، يحمل على كتفيه أمانة ثقيلة. هو صوت من لا صوت لهم، ولسان حال الشارع المثقل بالأعباء، ويد تطرق أبواب الوزارات والهيئات بحثًا عن حلول عملية لمشكلات الناس. إن المواطنين لا يبحثون عن شعارات براقة أو وجاهة اجتماعية، بل عن نائب يضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار، ويتعامل مع المنصب كرسالة ومسؤولية لا كامتياز.
في وجدان المواطن، النائب المنتظر هو رجل المواقف الصلبة، يعرف متى يتكلم باسم دائرته ومتى ينصت بإنصات حقيقي لشكاوى البسطاء. هو القادر على تحقيق المعادلة الصعبة بين صوت الوطن الكبير وصوت الشارع الصغير، بين متطلبات التنمية الشاملة والمطالب اليومية العاجلة.
وإذا كشفت تجارب المجالس السابقة عن نواب انشغلوا بالمظاهر على حساب الجوهر، فإن الناخب اليوم بات أكثر وعيًا ونضجًا، وأكثر إصرارًا على أن يضع صوته حيث يستحق. فقد انتهى زمن الوعود الفارغة، وحان وقت العمل الجاد والإخلاص النزيه.
النائب المنتظر الذي يحلم به الناس، هو من يقرأ واقع دائرته بعين الخبير، ويضع خطة عمل قائمة على رؤية واقعية قابلة للتنفيذ. هو من يؤمن أن كلمة صادقة قد تفتح بابًا موصدًا، وأن موقفًا شجاعًا قد يحمي حقًا مهدورًا، وأن الإصغاء لصوت المواطن البسيط أصدق من ألف خطاب سياسي.
إن مصر وهي تخطو بثبات نحو المستقبل، تحتاج إلى نائب يليق بها: نائب يحمل همومها الكبرى، ويزرع الأمل في نفوس أبنائها، ويثبت أن البرلمان ليس مقعدًا للتشريف، بل منبرًا للتكليف. فهل يخرج من بين صفوف الشعب ذلك النائب المنتظر الذي يحقق ما طال انتظاره.