بطل مزلقان بني سويف: لم أفكر في نفسي ووجدت جسدي يسبقني لإنقاذ الشاب

وقف عم طارق محمد برس، عامل المزلقان في كوبري السادات بمحافظة بني سويف، مستعدًا لتأدية واجبه عند سماع صوت القطار القادم. لم يفكر في نفسه، بل حمل جسده لينقذ شابًا كان يصر على عبور المزلقان بسرعة وكأنه يغامر بحياته، رغم التنبيهات المستمرة.
بينما كان يتابع عمله العادي، سمع صوت القطار يقترب وبدأ في إطلاق الصفارة ليحذر المارة والسائقين. في لحظة حرجة، لاحظ أن الشاب يصر على المرور دون التوقف، رغم محاولاته التحذيرية، فشعر بأن ثوانٍ قليلة تفصل بين حياته والموت. لم يتردد وتجرد من خوفه، وانطلق نحو الشاب وشده بعيدًا عن القضبان قبل أن يصطدم القطار.
تضحيات ومبادرة بطولية
أكد عم طارق أنه لم يفكر في ذاته أثناء هذه اللحظة، بل كان هدفه الوحيد إنقاذ حياة الشاب الذي كاد يتعرض لحادث مميت. قال إن ما قام به هو واجبه المهني، وأنه لا يرى ما فعله بطولة، بل مسؤولية تقع على كاهله تجاه الناس، خاصة عند اقتراب القطار، الذي يعتبر خطرا يدق ناقوس الخطر كل يوم.
نُشر الفيديو الذي يُظهر تصرفه البطولي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر المستخدمون عن إعجابهم بشجاعته وتقديرهم لعمله النبيل، مطالبين بتكريمه على تصرفه الإنساني الذي أنقذ حياة الشاب قبل أن يدهسه القطار.
دور العامل في الحفاظ على الأمن وسلامة الركاب
يذكر أن عم طارق يعمل في مزلقان محطة قطار السادات في بني سويف، وأهميته تتجاوز دوره المعتاد، حيث يُعتبر خط الدفاع الأول في حماية الأرواح من حوادث التصادم. يظل يقف دائمًا في حالة تأهب، يراقب حركة القطارات ويطلق الإنذارات لضمان مرور آمن للمارة، ويبدي حرصًا كبيرًا على الالتزام بإجراءات السلامة رغم البساطة الظاهرية لعمله.