النائب المنتظر… بين آمال الناس ونداء المسؤولية

بقلم أشرف ماهر ضلع
مع اقتراب الاستحقاق البرلماني، تتجه أنظار الجماهير إلى المقاعد المنتظرة في مجلس النواب، حيث يولد الأمل مع كل دورة انتخابية في أن ينهض من بين أبناء الوطن نائب جديد يعبّر بصدق عن إرادة الناس، ويجسد أحلامهم في واقعٍ يليق بتاريخ مصر ومستقبلها.
النائب المنتظر ليس مجرد اسم على ورقة انتخابية، بل هو ضمير حيّ يحمل على كتفيه أمانة ثقيلة. هو صوت من لا صوت لهم، ولسان حال الشارع الذي أنهكته الأعباء، ويد تطرق أبواب الوزارات والهيئات بحثاً عن حلول عملية لهموم الناس اليومية. إن الناس لا يبحثون عن وجاهة اجتماعية أو شعارات براقة، بل عن نائب يضع مصلحتهم فوق أي اعتبار، ويتعامل مع المنصب كرسالة لا كامتياز.
في مخيلة المواطن، النائب المنتظر هو رجل المواقف الصلبة، يعرف متى يتحدث باسم دائرته، ومتى ينصت إلى شكاوى البسطاء. هو القادر على الموازنة بين صوت الوطن الكبير وصوت الشارع الصغير، فيحفظ المعادلة الصعبة بين التنمية الشاملة والمطالب العاجلة.
وإذا كانت المجالس السابقة قد كشفت عن نواب انشغلوا بالمظاهر أكثر من الجوهر، فإن الناخب اليوم بات أكثر وعياً، وأكثر حرصاً على أن يضع صوته حيث يستحق. فزمن الوعود الفارغة ولّى، وحان وقت العمل الجاد والإخلاص النزيه.
النائب المنتظر الذي يحلم به الناس، هو من يقرأ واقع دائرته بعين العارف، ويضع خطة عمل لا ترتكز فقط على الأمنيات، بل على رؤية واقعية قابلة للتنفيذ. إنه من يؤمن أن الكلمة الصادقة قد تفتح باباً موصداً، وأن الموقف الشجاع قد يحمي حقاً مهدوراً، وأن الإصغاء لصوت المواطن البسيط أصدق من ألف خطاب سياسي.
إن مصر اليوم، وهي تخطو بثبات نحو المستقبل، بحاجة إلى نائب يليق بها؛ نائب يحمل على عاتقه همومها الكبرى، ويزرع الأمل في نفوس أبنائها، ويثبت أن البرلمان ليس مقعداً للتشريف، بل منبراً للتكليف. فهل يخرج من بين صفوف أبناء الشعب من يكون ذلك النائب المنتظر الذي طال انتظاره؟