من الطفولة إلى الكهولة.. ذكريات أبناء الصوة مع مهنة جمع المانجو.. فيديو وصور

موسم حصاد المانجو في قرية الصوة

يشهد موسم حصاد المانجو في قرية الصوة بمحافظة الشرقية فرحًا جماعيًا يتعدى مجرد جني الثمار، فهو مناسبة تجمع الأهالي على اختلاف أعمارهم، وتُحكى خلالها حكايات تراثية متوارثة عبر الأجيال. يعتمد السكان على حرفتهم التقليدية في جمع المانجو، حيث يتسلقون الأشجار العالية أو يستخدمون أداة تقليدية تسمى “الئطية”، التي ابتكرها الأجداد لتسهيل الوصول إلى الثمر في أعلى الأشجار.

تتحول القرية خلال موسم الحصاد إلى مشهد ديناميكي، يشارك فيه الأطفال، والشباب، وكبار السن، إذ يتسلق بعضهم الأشجار لقطف الثمار مباشرة من الأغصان، فيما يلتقط البعض الآخر المانجو باستخدام “الئطية”، وهي عصا خشبية طويلة يثبت في نهايتها خطاف معدني وجاروف قماشي. تساعد هذه الأداة على جمع الثمار الناضجة دون الحاجة إلى التسلق، حيث يكشف العامل عن نضج الثمرة بلطف قبل امساكها.

يبدأ العمل في الصباح الباكر لتجنب حرارة الجو، ويحتوي العمل على مخاطر مثل السقوط من أعلى الأشجار، الأمر الذي يتطلب خبرة ولياقة بدنية عالية. يقال إن العمل يعتمد على القوة والمهارة لاختيار الأغصان القوية، بحيث يستطيع العامل المنال الثمر بسهولة وأمان.

التراث الزراعي وأهمية المانجو في حياة الأهالي

تمتلك قرية الصوة آلاف الأشجار المعمرة التي ورثها المزارعون من أجدادهم، وتتميز بجودتها العالية بفضل الزراعة العضوية التي يتبعونها. تعتبر حرفة جمع المانجو من التراث العميق الذي يربط الأهالي بأرضهم، فهي ليست مجرد عمل موسمي، بل تعكس ارتباطهم بتاريخهم وبيئتهم. تظل المانجو جزءًا لا يتجزأ من حياة السكان اليومية، وتدعم مصدر رزقهم ومصدر فخر لهم.

وقد حرص الأهالي على الحفاظ على أساليب الزراعة التقليدية، مما ساعد على استمرار جودة الثمار وإنتاجها بكميات وفيرة رغم طبيعة العمل الشاق. ويظل موسم الحصاد فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية، حيث تتقاطع فيها مهارات التراث مع أجواء من الفرح والزهو بالمردود المحلي، الذي يُعد أحد رموز القرية وهويتها الثقافية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى