حكاية الطين والنار.. الفرن البلدي تراث البيوت في قرى قنا.. صور

لا تزال نساء الصعيد وسيدات قنا يتخذن من الخبز البلدي مصدرًا للفخر والتمسك بالتراث، خاصة في القرى والأماكن التي تتوفر فيها صناعة الأفران القديمة. يتميز هذا الخبز برائحته وطعمه الخاصين، بالإضافة إلى لونه المميز الناتج عن تعرض العجين للشمس قبل وضعه في الفرن.
على الرغم من انتشار الأفران الحديثة وأجهزة الطهي الآلية، فإن هناك عددًا من صناع الأفران البلدية لا زالوا يقيمون على مهارتهم وتجاربهم، إذ تتطلب صناعتها وقتًا وجهدًا كبيرين، حيث يجلس الصانع عدة أيام في إعدادها. هذه الأفران لا تقتصر على خبز العيش فقط، بل تستخدم أيضًا لطهي الأكلات، خاصة السمك واللحوم، حيث تُوضع الفاصوليا أو العدس داخل قدر صغير على فوهة الفرن بعد انتهاء الخبز، وتُترك على نار هادئة لتكتسب نكهةً مميزة.
طريقة صناعة الفرن البلدي
يبدأ صانع الأفران بتجهيز الطين، حيث يُخلط مسبقًا مع قوالب الطوب، ثم تُنشأ قاعدة دائرية بارتفاع نصف متر أو أكثر. يُرشّ عليها شبكة حديدية تُشترى من أماكن مخصصة، وتُغطى بطبقة من الأسمنت لتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وتُترك حتى تجف. بعد ذلك، يُبنى جسم الفرن على شكل قبة من الطين، مع فتحات لإدخال الخبز والتهوية، بالإضافة إلى فتحة صغيرة في الأعلى وفتحة أخرى في الأسفل لوضع الحطب أو الروث أو المخلفات المنزلية كوقود. يُترك الفرن ليجف مدة تصل إلى أسبوع، خاصة في فصل الشتاء، حتى يكون جاهزًا للاستخدام.
مميزات وطرق استخدام الفرن البلدي
يُميز بعض سيدات المنازل الخبز المصنوع في الفرن البلدي عن سواه بمذاقه الفريد، الذي يعكس طرق التهئة التقليدية التي تعتمد على الشمس والطين. لا يقتصر استخدام الفرن على الخبز فقط، بل يُستخدم أيضًا لصناعة الفطائر وأطباق معينة من السمك والفولات، حيث تُجهز المكونات وتُوضع في فوهة الفرن بعد الانتهاء من الخبز، وتُترك على نار هادئة حتى تنضج ويكتسب الطبق نكهةً شهيةً ومميزة.