رفعت فياض يكتب: شائعات شهادة البكالوريا
ما زالت هناك شائعات كثيرة يطلقها المتضررون من شهادة البكالوريا الجديدة، التي سيبدأ تطبيقها لأول مرة هذا العام في المرحلة الثانوية، سواء من أصحاب سناتر الدروس الخصوصية أو تجار الكتب الخارجية. وتزايدت هذه الشائعات بعد تقليص عدد المواد الدراسية في شهادة البكالوريا ليصبح 6 مواد فقط على مدار العامين، مع خروج بعض المواد من المجموع، وهو ما قلّص فرص استفادة المنتفعين من هذه المواد سواء في الدروس الخصوصية أو في الكتب الخارجية.
وسوف نفند هذه الشائعات ونرد عليها بشكل صحيح، ووفقًا لما نص عليه قانون هذه الشهادة الذي أقره البرلمان وصدّق عليه رئيس الجمهورية، وسيتم تنفيذه بدءًا من العام الدراسي الجديد.
الشائعة الأولى
يقال إن مسارات شهادة البكالوريا ستقلص فرص الالتحاق بالجامعات الحكومية، وستجبر الطلاب على الالتحاق بالجامعات الخاصة أو الأهلية. ويضربون مثالًا بمسار «الطب وعلوم الحياة»، معتبرين أنه قاصر على الالتحاق بالكليات الطبية فقط، وأن من يفشل في تحقيق الدرجات العالية المؤهلة لكليات المجموعة الطبية لن يجد أمامه بدائل أخرى بالجامعات الحكومية، وسيضطر مجبرًا للاتجاه إلى الجامعات الخاصة أو الأهلية.
ويؤكدون أن الأمر نفسه سيتكرر في مسار الهندسة والحاسبات إذا لم يتمكن الطالب من الالتحاق بكليات الهندسة والحاسبات بالجامعات الحكومية.
الرد
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. فمسار «الطب وعلوم الحياة» في شهادة البكالوريا مطابق تمامًا لشعبة علمي علوم في الثانوية العامة من حيث الكليات التي يؤهلان لها. فكلاهما يؤهل للكليات الطبية والتخصصات المرتبطة بعلوم الأحياء والبيولوجيا، لكنه يفتح أيضًا أبواب عدد كبير من الكليات الأدبية والفنية وكليات التجارة والأعمال.
الجديد هنا أن كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي أصبحت غير متاحة لطلاب مسار الطب وعلوم الحياة، وكذلك لطلاب شعبة علمي علوم بالثانوية العامة، إذ أصبح الالتحاق بهذه الكليات مقصورًا على مسار الهندسة وعلوم الحاسبات أو شعبة علمي رياضة.
كما أن مسار الهندسة وعلوم الحاسبات مطابق تمامًا لشعبة علمي رياضة من حيث الكليات التي يؤهل إليها، حيث أُعدّ لتجهيز الطالب للالتحاق بالكليات الهندسية، وكليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي، والتخصصات التكنولوجية الحديثة والمتطورة، بالإضافة إلى الكليات الفنية والأدبية وكليات الإدارة والأعمال.
الفروق مع الشعبة الأدبية
تظهر الفروق بشكل أوضح عند مقارنة مساري الأعمال والفنون والآداب بشهادة البكالوريا مع الشعبة الأدبية في الثانوية العامة. فقد أصبحت تخصصات مثل علم النفس والجغرافيا وكذلك كليات الألسن واللغات (بشرط دراسة لغة أجنبية ثانية) متاحة فقط لمسار الآداب والفنون.
بينما صارت كليات التجارة والأعمال متاحة لمسار الأعمال، إضافة إلى مساري الطب والهندسة.
الكليات المشتركة بين المسارات
تؤكد وزارة التعليم أن كليات الحقوق والإعلام، ومعظم تخصصات الآداب والتربية، وكليات الفنون والتربية الفنية والموسيقية، وغيرها من التخصصات العامة بمختلف أنواعها، مفتوحة بالفعل أمام جميع طلاب المسارات الأربعة في شهادة البكالوريا.
الخلاصة
إن أهم ما يميز شهادة البكالوريا الجديدة هو تعدد المسارات التي يختار منها الطالب ما يناسب رغباته وقدراته، حيث أصبحت 4 مسارات مختلفة بدلًا من ثلاثة فقط كما هو الحال في الثانوية العامة العادية.
كما أُتيحت للطالب فرصة تحسين درجاته في أي مادة، على غرار ما يحدث في الشهادات الأجنبية مثل الـ IGCSE والأمريكان دبلوما، وهو ما لم يكن متاحًا في الثانوية العامة العادية.
وأخيرًا، أصبح من حق الطالب أن يغير مساره إذا تعثر في المسار الذي سبق أن اختاره، وهو أيضًا أمر غير متوفر في الثانوية العامة
