صموئيل العشاي يكتب: “القاهرة الإخبارية”.. من فكرة إلى منبر عالمي أذهل العالم

شهدت الساحة الإعلامية المصرية خلال السنوات الماضية غيابًا واضحًا على المستوى الإخباري الدولي، إذ عانت الرواية الرسمية من محدودية الانتشار وعدم وصولها بالصورة الكافية إلى المحيط العربي والعالمي. هذا الفراغ فتح الباب أمام قنوات خارجية حملت أسماء توحي بانتمائها لمصر، بينما كانت في الحقيقة أدوات موجهة تسعى إلى تنفيذ أجندات مغرضة، في مقدمتها المشروع الإخواني الحالم بإقامة دولته على مدى عشرات الأعوام.
لكن المشهد تغيّر بصورة جذرية مع بزوغ “القاهرة الإخبارية”، تلك المنصة التي لم تولد صغيرة، بل دخلت الساحة الإعلامية وهي على قدر الكبار، لتتحول في فترة وجيزة إلى صوت مصر الرسمي والمسموع، وقادرة على منافسة قنوات تُنفق المليارات شهريًا لإثبات حضورها.
وراء هذا التحول يقف العقيد أحمد شعبان، الضابط المثقف الذي امتلك الرؤية والقدرة على المزج بين الخبرة الإعلامية والفكر الثقافي. لم يتعامل مع الصحفيين بصفته مسؤولًا رسميًا، بل اقترب منهم كزميل يدرك أدواتهم ومنطلقاتهم، فاستطاع أن يكسب احترامهم ومودتهم، وأن يكوّن في صمت نواة إعلامية من شباب الصحفيين المؤمنين برسالتهم الوطنية. تلك النواة الصغيرة تحولت خلال فترة قصيرة إلى مؤسسة إخبارية ضخمة، أصبحت اليوم منبرًا دوليًا ينقل وجهة النظر المصرية بوضوح للعالم كله.
تميزت “القاهرة الإخبارية” بأنها لم تعتمد على الإمكانيات المادية الضخمة، بل تأسست على فكرة الإيمان بقدرة مصر على أن يكون لها منبر قوي يليق بتاريخها وحضورها الإقليمي. بمبالغ مالية محدودة وبسواعد مخلصة، تمكّنت من أن تخطف الأضواء من قنوات عملاقة، وأن تضع اسمها في صدارة المشهد الإعلامي العربي والدولي.
اليوم، يلمس المتابع حجم التأثير الذي أحدثته هذه القناة، ليس فقط في نقل الخبر، وإنما في صياغة رواية متوازنة تُعبر عن الدولة المصرية وتشرح مواقفها أمام الرأي العام العالمي. وهكذا، باتت “القاهرة الإخبارية” شاهدًا على أن الإرادة الوطنية قادرة على صنع الفارق، وأن الإعلام حين يقوده فكر واعٍ ورجال صادقون يصبح قوة ناعمة لا تقل شأنًا عن أي سلاح آخر.
القاهرة الإخبارية لم تكن مجرد قناة وُلدت لتضاف إلى قائمة الفضائيات، بل كانت حلمًا مصريًا تحقق، وصوتًا وطنيًا خرج ليؤكد أن مصر عادت إلى الساحة الإعلامية بقوة، لا كمتابعة، بل كصانعة للرأي العام العربي والدولي.
وعلينا أن نعترف وبكل يقين، أن الضابط المثقف والمستنير العقيد أحمد شعبان، لولا إخلاصه النادر وعزيمته الصلبة، لما خرج هذا الكيان الإعلامي إلى النور عملاقًا منذ لحظته الأولى، ولما تربّع اليوم على عرش القنوات الدولية الناطقة بالعربية، كصوتٍ يعانق السماء ويصدح باسم مصر في كل مكان ، من القاهرة خرج الصوت.. ومن مصر يبدأ الحكاية.