قادة حماس في ذمة الله

بقلم – صموئيل العشاي :
في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن قادة حماس المستهدفين قد تمت تصفيتهم، وفي ظل صمت هؤلاء القادة وعدم ظهورهم سواء مصابين أو أحياء، يترجح في ميزان العقل أنهم قد فارقوا الحياة. هذا الغياب الطويل يثير الشكوك ويجعل الحقيقة أقرب إلى الاستشهاد منها إلى النجاة.
ورغم خلافي الفكري والسياسي مع حماس، فإن ضميري يرفض القتل والتصفية الجسدية لأي إنسان يختلف معي في الفكر أو التوجه. نحن نتجادل بالأفكار، نتباين في الرؤى، لكن لا أحد يملك الحق في إلغاء حياة الآخر. فالشعب الفلسطيني في النهاية يستحق أن يعيش بكرامة وأمن، بعيدًا عن دوائر الدم والانتقام.
غير أن الأمر إذا ثبت فعلاً وكان القادة قد رحلوا، فإن على قطر أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية، وأن ترد الصاع صاعين، وأن تثبت أن سيادتها ليست مجرد شعارات تُرفع، بل واقع يُترجم بالردع والدفاع عن أرضها وكرامة شعبها. فالصمت في هذه اللحظة يعني الانكسار، والقبول بالعدوان.
أما إذا كان هؤلاء القادة ما زالوا على قيد الحياة، فسيكون لي عودة إلى ممارسة دوري النقدي تجاههم، لأن الخلاف الفكري لا يسقط بالضرورة لمجرد أنهم تحت القصف أو في دائرة الاستهداف. فالحقيقة يجب أن تُقال دائمًا، في السراء والضراء.
لكن إن كان استشهادهم قد وقع فعلًا، فإن قطر أمام اختبار تاريخي: إما أن تعلن رسميًا أنها صاحبة السيادة الكاملة على أرضها وأنها لن تسمح لأي اعتداء أن يمر دون حساب، أو أن يرحل من يحكمها، لأن إسرائيل – في ظني – لن تتوقف عند هذه الضربة، بل ستجعلها بداية لسلسلة طويلة من الاعتداءات