اللواء حسن رشاد.. لماذا الآن؟

بقلم -صموئيل العشاي:
الإجابة تحمل في طياتها أبعادًا أعمق من مجرد قرار باختيار مدير جهاز حساس، فهي تأتي في لحظة فارقة تمر بها الدولة المصرية والإقليم على حد سواء. فالتحديات الأمنية لم تعد تقليدية أو واضحة الملامح، بل باتت متشابكة ومعقدة، تحتاج إلى قيادة استخباراتية تعرف كيف تجمع بين الحزم والمرونة، بين الضربات الاستباقية والتخطيط بعيد المدى. هنا يظهر اسم اللواء حسن محمود رشاد كخيار استراتيجي ينسجم مع طبيعة المرحلة، ويعكس وعي الدولة بأهمية أن يقود الجهاز عقل يعرف تفاصيله وخباياه من الداخل.
اللواء حسن محمود رشاد يمثل نموذجًا بارزًا في مسيرة العمل الوطني، فهو أحد أبناء الكلية الفنية العسكرية الذين جمعوا بين التكوين العلمي الراسخ والخبرة العسكرية الكبيرة. هذه الخلفية جعلته يجمع بين عقلية هندسية دقيقة في الحسابات والتقدير، وبين صلابة أمنية في اتخاذ القرارات المصيرية. و خلال تدرجه في مواقع متعددة داخل جهاز المخابرات العامة حتى وصل إلى موقع القيادة العليا، أثبت أنه رجل المهمات الصعبة وصاحب الثقة الكاملة من قياداته وزملائه على حد سواء.
اختيار رشاد لرئاسة جهاز المخابرات لم يكن مكافأة، بل هو اختيار كفاءة تحتاجها مصر في هذه اللحظة الفاصلة،
بقدر ما هو تتويج لمسيرة طويلة من العطاء والالتزام والانضباط، ومسار مهني يليق بقيادة جهاز بحجم واهمية المخابرات العامة. القرار هو أيضًا رسالة قوية مفادها أن الدولة تراهن على أبنائها العباقرة الذين تمرسوا في العمل الاستخباراتي داخل المؤسسة نفسها، وأن الولاء والكفاءة هما المعيار الحقيقي لتولي المسؤوليات في المراحل الحرجة.
هذه الثقة الرفيعة من القيادة السياسية ليست مجرد تكليف تقليدي، بل هي إعلان بأن المرحلة المقبلة لا تحتمل التجريب أو التردد. اختيار حسن رشاد يحمل في طياته إدراكًا بأن المنطقة تمر بواحدة من أكثر الفترات دقة، حيث تتشابك التهديدات الإقليمية والدولية مع التحديات الداخلية، مما يستوجب قيادة قادرة على الإمساك بخيوط اللعبة، وقراءة المشهد من زواياه كافة، والتصرف بحكمة حينًا وبحزم حينًا آخر.
ما يميز اللواء حسن رشاد هو قدرته على الجمع بين الحزم والمرونة، بين دقة القرار وسرعة الاستجابة، وهو ما يحتاجه جهاز حساس يواجه تحديات متسارعة ومتغيرة. في لحظة قد يكون القرار مسألة بقاء أو تهديد للأمن القومي، ويكون الفرق بين النجاح والفشل هو سرعة ردة الفعل، مع المحافظة على حسابات دقيقة تراعي الأمن الوطني في أبعاده الشاملة.
مع توليه المسؤولية، تتجدد الثقة في أن جهاز المخابرات سيظل العين الساهرة والدرع الواقي لمصر، وسيواصل دوره الحيوي في تعزيز الاستقرار، والتصدي للأخطار قبل وقوعها، والتنسيق مع مختلف المؤسسات الوطنية لحماية مقدرات الشعب. إنها ليست مجرد مرحلة انتقالية، بل لحظة اختبار حقيقي لمؤسسات الدولة، وقد جاء حسن رشاد ليؤكد أن مصر قادرة دائمًا على تجديد دمائها بكفاءات مخلصة تعرف معنى التضحية والإخلاص في خدمة الوطن.