أسوان بلا إدمان: حملات توعية مكثفة تستهدف الأسر في القرى الريفية

أطلق صندوق مكافحة وعلاج الإدمان مبادرة أسوان بلا إدمان دعمًا لجهود حماية المجتمع في أقصى صعيد مصر، بتنفيذ وتوجيهات اللواء الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان وتعاون مع الدكتورة ولاء سعد عرفة منسقة الصندوق في المحافظة وبتمويل ودعم من الدكتور عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن ومدير الصندوق.
قاد فريق المتطوعين بالصندوق برامج الوقاية حملات طرق أبواب وزيارات منزلية مكثفة في منطقة خور عواضة، إحدى أكثر المناطق احتياجًا للتوعية، بالتعاون مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان وعدة جمعيات أهلية فاعلة.
التوعية.. ركيزة أساسية لمكافحة الإدمان
وتستهدف الحملات تعريف المواطنين بخدمات العلاج المجاني والسرية التي يقدمها مركز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان بمدينة أسوان الجديدة، عبر الخط الساخن 16023، وهو أحد أبرز آليات الصندوق لفتح قنوات آمنة ومجانية للمواطنين.
كما ركّز الفريق على توعية الفئات العمرية المختلفة بدءًا من الأطفال وحتى كبار السن، من خلال برامج وقائية متنوعة تناسب كل فئة، إضافة إلى لقاءات خاصة مع السيدات داخل المنازل لتثقيفهن بوسائل الكشف المبكر عن الإدمان وكيفية ملاحظة التغيرات السلوكية وآليات الوقاية والعوامل التي تزيد من قابلية التعرض للتعاطي.
إشراف ومتابعة مستمرة
جاءت الحملات تحت إشراف الدكتور إبراهيم عسكر مدير عام البرامج الوقائية بالصندوق وبمتابعة مباشرة من الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق، لتعكس النهج المؤسسي في توصيل الرسائل التوعوية للمجتمع، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى مصادر معلومات دقيقة حول الإدمان وآثاره السلبية.
وأكدت الدكتورة ولاء عرفة أن الفريق سيواصل العمل داخل خور عواضة في الأيام القادمة تنفيذًا لتعليمات محافظ أسوان لضمان استمرارية التوعية والتدخل الوقائي والعلاجي، والوصول إلى أكبر عدد من المواطنين لتيسير حصولهم على خدمات الصندوق.
مركز العزيمة.. نموذج علاجي شامل
مركز العزيمة لعلاج الإدمان بأسوان الجديدة يعد من أبرز مشروعات الدولة في صعيد مصر لمواجهة الإدمان، افتتح في 2022 بطاقة استيعابية كبيرة، ويقدم خدمات علاج وتأهيل نفسي متكاملة تحت إشراف طبي متخصص وبدون مقابل مادي.
ووفق بيانات الصندوق، استقبل المركز خلال 2024 أكثر من 4000 مريض من داخل المحافظة وخارجها وتحققت نسب تعافٍ مرتفعة بفضل برامج الدعم النفسي والتأهيلي، مما يجعله ركيزة الحماية المجتمعية من خطر الإدمان في الجنوب.
خدمات مجانية.. وسرية تامة
خلال الحملة تم تعريف السكان بخدمات العلاج المقدمة مجانًا عبر الخط الساخن 16023، الذي يعمل على مدار الساعة، ويتيح للراغبين في التعافي التواصل دون خوف أو إحراج، حيث يتم العلاج في مركز العزيمة لعلاج الإدمان بأسوان الجديدة، وهو أول مركز من نوعه في صعيد مصر يخضع لإشراف طبي ونفسي شامل وبسرية تامة.
ويوفر المركز برامج علاج طبي ونفسي متكاملة وإقامة داخلية وخدمات تأهيل اجتماعي ونفسي ودعم أسري ومجتمعي بعد التعافي وبرامج تدريب مهني لتأهيل المتعافين لسوق العمل.
لقاءات خاصة مع السيدات.. خط الدفاع الأول ضد الإدمان
ركزت الحملة على دور الأمهات كقادرات على اكتشاف التغيرات السلوكية مبكرًا، فتم تنظيم جلسات داخل البيوت مع مجموعات من السيدات تناولت كيفية التمييز بين التصرفات الطبيعية وغير الطبيعية لدى المراهقين وعلامات الإدمان النفسية والسلوكية وآليات فتح حوار إيجابي مع الأبناء حول المخدرات وخطر أنواع المواد المنتشرة مثل الشابو والإستروكس والترمادول وكيفية التواصل مع الخط الساخن.
برامج ميدانية متنوعة للأطفال والشباب
لم تقتصر الحملات على اللقاءات الأسرية بل شملت أنشطة ميدانية للأطفال والشباب عبر ألعاب تعليمية ورش رسم وتلوين حول حياة صحية بلا إدمان ومسابقات معرفية وتمثيليات قصيرة تؤديها المتطوعون لتوصيل الرسائل.
جهود مدروسة ومستمرة
قال الدكتور إبراهيم عسكر إن حملة خور عواضة تندرج ضمن خطة وطنية متكاملة تستهدف المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والبيئة الخصبة لسلوكيات الإدمان بسبب الفقر والبطالة ونقص الوعي، مضيفًا أن أسوان نموذج مميز للنجاح الذي نأمل أن يتم توسيعه ليصل إلى كل بيت ويدعم كل فرد في المواجهة.
وأكد أن الحملات لن تكون مؤقتة بل ستتكرر بشكل دوري ضمن خارطة تشمل جميع مراكز المحافظة عبر شبكة شركاء محليين.
بالأرقام.. نتائج مبادرة أسوان بلا إدمان
أوضح المحافظ أن هناك أكثر من 1500 زيارة منزلية تمت خلال الأشهر الماضية في أسوان مع زيادة قدرها 40% في عدد المتصلين بالخط الساخن، وتم إدماج 150 شابًا وفتاة في برامج الوقاية كمتطوعين.
كما استقبل المركز أكثر من 4000 مريض منذ افتتاحه بنسب تعافٍ مرتفعة، إضافة إلى شراكات فعالة مع 12 جمعية أهلية لتنفيذ البرامج الوقائية.
وعبر عن أن الجهود الميدانية في أسوان تشكل تجربة ملهمة في الدمج بين الوقاية والعلاج والمجتمع المحلي وتؤكد أن المواجهة ليست مجرد مؤسسات بل تبدأ من وعي الأمهات وتفاعل الشباب وتعاون الجميع من أجل مجتمع صحي وآمن للأجيال القادمة.