النهج النبوي في تقويم السلوك وتربية الأبناء كنموذج أنشطة دعوية لأوقاف الفيوم

نفذت مديرية الأوقاف في الفيوم سلسلة فعاليات دينية وتربوية تهدف إلى تعزيز الوسطية والقيم الأخلاقية وتحديث بيئة المساجد. في الفترات الأخيرة، جرى تنظيم قوافل دعوية للواعظات تحت عنوان: “منهج النبي ﷺ في تقويم السلوك… تربية الأولاد نموذجًا”، مع افتتاح مسجدين ضمن خطة الوزارة لإعمار بيوت الله وإنعقاد برامج لقاء الجمعة للأطفال، إضافة إلى عقد مجلسين في الفقه بعنوان: “صلاة الجماعة.. فضائل وأحكام”.
أُطلقت القافلة الدعوية الكبرى إلى إدارة بندر أول بعنوان: “منهج النبي ﷺ في تقويم السلوك… تربية الأولاد نموذجًا”، وذلك في إطار حرص وزارة الأوقاف على إشراك المرأة في الأنشطة الدعوية وتفعيل دورها، بتنظيم وتوجيه من الدكتور أسامة السيد الأزهرى، وزير الأوقاف، وبحضور الشيخ سلامة عبد الرازق مدير المديرية، والشيخ عمر محمد عويس مدير الإدارة، والشيخ خالد سليمان مفتش المنطقة، والشيخ سامح عويس إمام مسجد دار الرماد الشرقي، وبمشاركة نخبة من الواعظات المتميزات. أكدت القوافل أن الأسرة هي الأساس في بناء المجتمع، وأن النبي ﷺ وضع منهجًا متكاملًا في تربية الأبناء يقوم على الرحمة والبر وصلة الأرحام ورعاية الصغار وتوقير الكبار. كما أكدن أن التزام التعاليم النبوية في التربية والرعاية والتشاور يحفظ الأسرة من التفكك ويسهم في إعداد أجيال صالحة لدينها ووطنها.
وتؤكد المديرية أن هذه القوافل المتزامنة تجسّد دورها الريادي في نشر خطاب ديني معتدل، وتعكس التزامها بمسؤوليتها في بناء وعي وطني رشيد وترسيخ القيم الأخلاقية والتربوية في جميع أنحاء الجمهورية. كما واصلت المديرية جهودها لإعمار بيوت الله بافتتاح مسجدين يوم الجمعة ضمن إطار توجيهات الدكتور أسامة الأزهرى وبرعاية سلامة عبد الرازق وبإشراف يحيى محمد، مدير الدعوة، وبحضور مديري الإدارات وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية. تضمنت القائمة مسجد الرحمن في قرية إهريت بمركز إطسا غرب، ومسجد عبد الرازق بعزبة عبد الرازق في قرية الغرق بمركز إطسا، مؤكّدة أن هذه الجهود تكرس تحديث وتطوير بيوت الله لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف المناطق، في إطار اهتمام الوزارة بإعمار المساجد مادياً وروحياً وفكرياً.
كما نظم قطاع الأوقاف برنامج “لقاء الجمعة للأطفال” في مسجد التحرير التابع لإدارة إطسا غرب، حيث أكّد العلماء مكانة العلم في الإسلام كقيمة أساسية، وأن طلب العلم فريضة وتولّي أمر المسلمين يتطلب الفهم الصحيح لمعاني الدين، بما يسهم في بناء وعي الطفل وتنمية قيمه الدينية والوطنية. وأشار العلماء إلى أن وزارة الأوقاف تسعى من خلال هذا اللقاء إلى غرس القيم الدينية والأخلاقية والوطنية لدى الأطفال وربط الأجيال بسيرة النبي ﷺ وأخلاقه العظيمة.
وشملت فعاليات الفيوم مساجد مديرية الأوقاف مقارئ الجمهور في جميع الإدارات الفرعية بنخبة من الأئمة، تنفيذًا لتوجيهات الوزير بتحويل بيوت الله إلى منارات إشعاع وتنوير ومراكز لتعليم كتاب الله وفهم معانيه وتعزيز الوعي الديني الوسطي، وتواصل هذه المقارئ عقب صلاة الجمعة بمشاركة الجمهور حول التلاوات والتفسير والإجابة عن الاستفسارات في أجواء مفعمة بالروحانية. جرت هذه الفاعليات بإشراف من مدير المديرية، وتحت رعاية فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق وبمتابعة من مدير الدعوة يحيى محمد، إضافة إلى مديري الإدارات الفرعية.
كما عقدت المديرية مجلسين في الفقه بعنوان: “صلاة الجماعة.. فضائل وأحكام”، ضمن برنامج “مجالس الفقه” الذي تسهم به الوزارة لنشر الفكر المستنير وتحصين المجتمع من الأفكار الهدّامة. أكّد العلماء أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة وتفضل على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، وتنعقد في المسجد أو في المنزل مع الإمام، مع الإشارة إلى أن أمور الصلاة في المنزل لها أجر مقابل الصلاة في المسجد، لكنها في المسجد أبلغ تأثيرًا من حيث تكثير السواد وتعظيم الأجر.
وأوضحت المديرية أن هذه الأنشطة جزء من دورها الدعوي والعلمي والتثقيفي والتوعوي، وتتماشى مع محاور خطتها الدعوية التي تسعى إلى مواجهة التطرف اللاديني وتراجع القيم الأخلاقية، والعمل على بناء الشخصية المصرية الوطنية من منظور ديني معتدل. شارك في المجلسين نخبة من أعضاء هيئة التدريس والأئمة لضمان وصول الرسالة الدعوية إلى جمهور واسع بصورة مبسطة وواضحة.
كما واصل قطاع التفتيش حملاته المفاجئة التي شملت جميع الإدارات دون استثناء، حرصًا على الانضباط وتفعيل الرسالة الدعوية والإدارية للمساجد. فأجرى الشيخ سلامة عبد الرازق جولات ميدانية لمراقبة العمل الدعوي والإداري، وأكد اتخاذ الإجراءات اللازمة مع استمرار الحملات لضبط المخالفات والعمل وفق التعليمات والضوابط المنظمة، مُثمّنًا جهود العاملين الملتزمين الذين يجسدون روح الانضباط والإخلاص ويحافظون على قدسية المسجد وأمنه الفكري.
كما نظّمت المديرية ندوة دينية عن أخلاق سيدنا محمد ﷺ بمسجد الفتاح العليم التابع لإدارة طامية ثان، قدمتها الواعظة أميرة أحمد وركزت في حديثها على القيم النبوية العطرة وأثرها في بناء الإنسان والمجتمع، مؤكدة أن أخلاق النبي ﷺ هي القدوة العملية التي ينبغي ترسيخها في نفوس النشء. تأتي هذه الندوة ضمن خطة الوزارة لنشر تعاليم الدين السمحة وتعزيز القيم الأخلاقية وربط الأجيال بسيرة النبي ﷺ وأخلاقه العظيمة.
هذه الجهود تشكل جزءًا من الاستراتيجية المستدامة للأوقاف في الفيوم لتعزيز الوعي الديني الوسطي، وتنمية روح الوطنية، وتحديث بنية المساجد، بما يحقق رسالة المسجد كمنارة تعليمية وروحية وتربوية للمجتمع.