​عثمان الشويخ يكتب: المشككون والمغيبون عليهم أن يعتذروا لمصر​​

بعد أن كشفت الأزمات الكبرى، والمخاطر، والتحديات الوجودية التي تتعرض لها الدولة والأمة عن الحقائق، يتوجب على المشككين والمغيبين الاعتذار لمصر. لسنوات، طُعنت قيادة هذا الوطن من المشككين والمغيبين في كل قرار، وشُكّك في كل خطوة، لكن الأيام أثبتت أن من يرى الصورة كاملة لا يلتفت لضوضاء هؤلاء. اليوم، وبعد أن أصبح واضحًا للجميع قيمة وثقل القيادة المصرية التي تُعد من أعظم القيادات التي حكمت مصر في العصر الحديث على كم المخاطر والتحديات التي واجهت البلاد، لم يعد الاعتذار مجرد كلمة، بل هو قراءة في دفتر الوطن الذي كُتبت صفحاته بالدماء، والعرق، والإصرار.​زعيم يرفض الركوع.. ولا يخشى مواجهة ترامب!​في عالمٍ يركض فيه الجميع لنيل رضا القوى الكبرى، ويُهرولون للقاء الرؤساء والزعماء بحثًا عن “شرعية” مزيفة، كان هناك زعيم عربي وحيد يرفض الانصياع. لم يكن رفض الرئيس السيسي للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل وقف العدوان على غزة مجرد موقف عابر، بل كان إعلانًا واضحًا عن قوة الدولة المصرية واستقلالية قرارها.​هذا الموقف الشجاع لم يكن من فراغ، بل كان نابعًا من إيمان راسخ بأن كرامة الأمة العربية لا تُساوم، وأن القضية الفلسطينية ليست مجرد ورقة تفاوض. في الوقت الذي كان فيه كثيرون يسعون للحصول على “شرعية” من البيت الأبيض، كان السيسي يضع كرامة شعبه وأمته فوق كل اعتبار. وقد اتخذت مصر قرارات حاسمة، مثل:​رفض الاشتراك في عملية الحوثيين.​رفض المرور المجاني للسفن الأمريكية من قناة السويس.​رفض خطة ترامب لإعادة إعمار غزة.​رفض التهجير بضغوط مباشرة من ترامب.​رفض مقايضة السد بالتهجير.​هذه المواقف لم يقدر على اتخاذها أي رئيس آخر في العالم، بما فيهم أقوى القادة. لقد عرّى هذا الموقف “الغرب الذي يتحدث عن الحريات والقوانين الدولية والإنسانية”، وكشف زيف خطابهم حينما تركوا إسرائيل ترتكب أبشع الجرائم دون رادع.​من جبهة واحدة إلى حائط صدّ عربي​لقد أدركت القيادة المصرية، منذ وقت مبكر، أن الحماية الحقيقية تكمن في القوة الذاتية والوحدة. هذا ما دعا إليه الرئيس السيسي منذ سنوات، وما بدأ يتحقق اليوم على أرض الواقع. الاتفاقيات الدفاعية المشتركة، والتحالفات التي بدأت تتشكل، لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة لما كان يدعو إليه.​في ليبيا، وقفنا سدًا منيعًا.​في السودان، وقفنا حماية للجنوب.​في سيناء، كانت المعركة ضروسًا، لكن القضاء على الإرهاب كان قرارًا لا رجعة فيه.​اليوم، نشهد تحولات استراتيجية في المنطقة لم يكن أحد يتخيلها. التنسيق العسكري المتزايد بين مصر وتركيا، والمناورات البحرية مثل “مناورة بحر الصداقة”، هي إعلان عن مرحلة جديدة في ميزان القوى بشرق المتوسط والبحر الأحمر. كما أن الإعلان عن تأسيس قوة بحرية دائمة بين القاهرة والرياض في البحر الأحمر يؤكد أن الدول العربية تتجه نحو بناء تحالف إقليمي جديد يغير من قواعد اللعبة. كل هذه الخطوات، التي تسببت في قلق بالغ في تل أبيب، هي ترجمة عملية لمفهوم “التحالف العربي” الذي طالما دعا إليه الرئيس.​نصر دبلوماسي بثمن الصبر​بينما كان البعض يتهم القيادة المصرية بالتقاعس، كانت الدبلوماسية المصرية تخوض معارك صامتة لا يراها إلا أصحاب البصيرة. سعي مصر الدائم في مساندة القضية الفلسطينية دبلوماسيًا أثمر عن نتائج لم يكن أحد يتوقعها. الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية، وكان آخرها فرنسا التي تُعد في صدارة وزعامة الاتحاد الأوروبي، لم يكن صدفة، بل هو ثمرة جهد مصري حكيم ومتواصل.​لكن النصر الأكبر كان الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة من قبل بريطانيا، الدولة التي وهبت فلسطين لإسرائيل بوعد بلفور قبل 108 أعوام. هذا الإنجاز ليس إنجازًا دبلوماسيًا عاديًا، بل هو تتويج لصمود الشعب الفلسطيني ودعم القيادة المصرية التي لم تتخلَّ عن قضيتها.​نعم، للقيادة المصرية الحكيمة بقيادة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. لقد أثبتت للجميع أن القوة ليست في الصوت العالي، بل في الفعل الصادق. وأن القيادة الحقيقية لا تُقيَّم في لحظات الرخاء، بل في أوقات الشدة. شكرًا لك لأنك أثبتّ لنا بالبرهان القاطع أن مصر لا تنحني، وأن شعبها الأبيّ الذي تحمل وما زال يتحمل، يستحق قيادة لا تعرف التخاذل

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى