ماكس بيرغمان، مدير مهرجان فيينا للأفلام القصيرة، يدعو لدعم فلسطين

شهدت الدورة السابعة من مهرجان MEDFEST حضورًا دوليًا لافتًا، كان من بينهم ماكس بيرجمان، مدير مهرجان Vienna Shorts للأفلام القصيرة، في حوار خاص مع اليوم السابع. تناول اللقاء انطباعاته الأولى عن مصر وتصوراته حول التعاون السينمائي ومستقبل الفن السابع في ظل التطورات التكنولوجية، إضافة إلى موقفه من القضايا السياسية وأثر التكنولوجيا على صناعة السينما.
عبر بيرجمان عن سعادته بوجوده في مصر، وتشارك معه تجربته في الجولة المحلية حيث أعرب عن حماسه لزيارة الأهرامات، واستعاد تجربته في تذوق المطبخ المصري قائلاً إنه جرب الكشري وأعجب به كوجبة متكاملة ومشبعة ولذيذة. كما وصف أجواء المهرجان بأنها لطيفة جدًا، فريق العمل متعاون، والبرنامج مميز، وأكد حضوره في ندوات وعروض سينمائية، معبرًا عن سروره بالمشاركة.
أشار إلى أنه لم يشاهد عددًا كبيرًا من الأفلام المصرية ضمن العروض، لكنه عبّر عن حماسه للتعرف إلى المخرجين المصريين ومشاهدة أعمالهم، مؤكدًا أن السينما المصرية تحتاج حضورًا أقوى في أوروبا، وأنه حان الوقت لتعزيز التعاون وتغيير الصور النمطية.
قال بيرجمان إن محادثات جارية لإدراج أفلام مصرية في مهرجان Vienna المقبل، مكتفيًا بالقول إن هناك سعيًا لجلب بعض المبدعين إلى فيينا لتعزيز التعاون بعد هذه الزيارة.
ذكر بيرجمان دور الأفلام القصيرة كأداة فعالة للتعليق على القضايا الراهنة، مستشهدًا بأن الإنتاج القصير يمنح قدرة على التفاعل في الوقت الفعلي مع الأحداث السياسية والاجتماعية، وأن السينما يجب أن تكون جريئة وتستكشف أشكالًا بصرية ولغوية جديدة. كما أكد دعمه لعرض أفلام تتناول القضية الفلسطينية، مع الإشارة إلى أن الموضوع حساس في النمسا والبلدان الناطقة بالألمانية، ولكنه أمر واضح بالنسبة لهم وقد تم عرض أفلام فلسطينية من قبل وسيستمر ذلك في المستقبل.
في حديثه عن التكنولوجيا وأثرها على مستقبل السينما، قال إن إنتاج الأفلام أصبح أسهل بفضل الهواتف الذكية، وأن الجودة باتت مذهلة، مع استخدام متزايد لتقنيات جديدة، مثل دمج لقطات الهاتف المحمول في الأعمال السينمائية، وهو اتجاه سيتسارع في السنوات القادمة. أما شغفه بالفِلم القصير فشرح أنه يحب هذا النوع لأنه يدخل المشاهد إلى عالم جديد خلال دقائق قليلة، ويوفر فرصة للتعبير الجريء والسريع، معتبراً أن الأفلام ذات الطابع السياسي ذات موقف واضح وأسلوب تعبير سينمائي جريء هي الأقرب إليه.
وفي ختام حديثه، أوضح رؤية للمستقبل القريب للسينما القصيرة، مؤكدًا أهمية دمجها في قاعات السينما وليس فقط في المهرجانات، وأن العمل يجري على ذلك عبر منصات تسمح بعرض الأعمال عالميًا، بينما ساهمت المنصات الرقمية مثل YouTube في توسيع الانتشار لكنها تعتمد على الخوارزميات، الأمر الذي يتطلب تنظيمًا وخبرة في اختيار الأعمال.
يُعد مهرجان Vienna Shorts، الذي تأسس عام 2004 في العاصمة النمساوية، من أبرز المهرجانات الأوروبية المتخصصة في الفيلم القصير. يركز على عرض أفلام مبتكرة تعكس توجهات جديدة في السينما العالمية، ويعتبر منصة دولية للتجارب البصرية واللغوية، كما يمنح جوائز تؤهل للأوسكار، ويحتفي سنويًا بأفلام وثائقية وتجريبية ورسوم متحركة، مما يجعله منصة رئيسية لاكتشاف أصوات سينمائية جديدة من مختلف أنحاء العالم.