نريد مجلس يخدم الشعب

بقلم اللواء الدكتور ممدوح شفيق النحاس:
تخيلوا لو أن شروط الترشح لعضوية مجلس الشعب تغيّرت يومًا، وأصبحت غايتها الأولى خدمة الوطن والمواطنين، لا خدمة المصالح والامتيازات. تخيلوا لو أن العضو لم يعد يرى في الكرسي حصانة، ولا في العضوية وسيلة للوجاهة، بل عهدًا أمام الله وأمام الناس بأن يكون صوتًا للحق ولسانًا للفقراء.
كيف سيكون حالنا لو كان النائب لا يستغل مكانته لمصالحه الخاصة، بل يقدّم ذمته المالية بصدق قبل دخوله المجلس وبعد خروجه منه، حتى يعرف الناس أنه دخل كما خرج… نظيف اليد، شريف القلب؟
تخيلوا لو أن المرشحين لم يأتوا إلا من بين المواطنين الشرفاء، المعروفين بحسن السيرة والسمعة، أصحاب الأعمال المعلنة والخدمات الحقيقية في دوائرهم، الذين يعرفهم الناس بالفعل لا من صور الدعاية، بل من المواقف الصادقة.
عندها فقط، سيكون البرلمان مجلسًا للتاريخ، مجلسًا يحمل همّ الشعب، لا مجلسًا يبحث عن رضا الحكومة. سيكون بيت الأمة بحق، لا بيت المصالح. سيقف النائب تحت القبة مدافعًا عن المواطن الذي منحه صوته، لا متسابقًا لإرضاء سلطة تمنحه المكاسب.
نحن بحاجة إلى برلمان يعيد الثقة، ويجعل الشعب يرفع رأسه فخورًا بمن يمثلونه، برلمان يثبت أن خدمة الوطن ليست شعارًا انتخابيًا، بل قسمًا يُعاش بالعرق والصدق والتضحية.
فهل يأتي يوم نرى فيه نوابًا يخدمون الشعب حقًا، بدلًا من أن يخدموا على حساب الشعب
هذا حلم يادكتور يصعب تحقيقة