«الوزراء» يستعرضون أبرز نتائج استطلاعات مراكز الفكر والاستطلاعات العالمية

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عددًا جديدًا من نشرته الدورية التي تستعرض اتجاهات الرأي العام محليًا وعالميًا. يعرض العدد سُبل فهم مواقف المواطنين في دول مختلفة تجاه قضايا اقتصادية وسياسية واجتماعية، إضافة إلى رسم ملامح سلوك المستهلك والمستثمرين في سياقات عالمية متغيرة.

في الولايات المتحدة، كشفت دراسة أُجريَت لصالح مؤسسة بيو أن 52% من الأميركيين في العينة يفضلون تقليل التركيز على القضايا الخارجية والتركيز على الشأن المحلي، فيما رأى 47% أنه من الأفضل للمستقبل أن يكون لهم دور فعال على الساحة العالمية. كما أظهر الاستطلاع أن 83% من الأميركيين يعتقدون بضرورة توفير الأدوية والإمدادات الطبية للدول النامية، و78% لدعم الغذاء والملابس، و63% لدعم التنمية الاقتصادية في الدول النامية، و61% لتعزيز الديمقراطية في بلدان أخرى، بينما أيد 39% تقديم الأسلحة لجيوش بلاد أخرى و34% دعم أنشطة الفن والثقافة. كما أشار 52% إلى أن نفوذ الولايات المتحدة على الساحة العالمية أصبح أضعف في السنوات الأخيرة، مقابل ازدياد نفوذ الصين وفقًا لـ73% من المستطلعين.

أما في إطار الوضع المالي الأميركي، أظهر استطلاع جالوب أن 29% من الأميركيين يعتبرون التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة أبرز التحديات المالية حاليًا، وهو انخفاض قدره 12 نقطة مئوية مقارنة بعام 2024 حين بلغت النسبة 41%. كما أشار 53% إلى أن أوضاعهم المالية اليوم تزداد سوءًا، في حين وصَف 44% أوضاعهم بأنها ممتازة أو جيدة. وتشير نتائج أخرى إلى أن تكاليف السكن تشكل ثاني أبرز التحديات بنحو 12%، يليها نقص المال أو التدفق النقدي وتكاليف الرعاية الصحية بنسبة 7% لكل منهما. وبيّن تقرير آخر أن 38% من الأميركيين من ذوي الدخل المتوسط يعتبرون التضخم التحدي الأكبر، ثم تأتي فئة الدخل المنخفض بنسبة 27%، فالدخل المرتفع 24%.

وفي جانب التحديات المالية المرتبطة بالتقاعد وتكاليف الرعاية الصحية، قال 59% من الأميركيين إن من أبرز التحديات التي تثير قلقهم هو عدم كفاية دخلهم لتأمين التقاعد، إضافة إلى صعوبة تغطية تكاليف العلاج في حال المرض أو الحوادث. و57% عبّروا عن عدم القدرة على الحفاظ على مستوى المعيشة، و45% عن عدم القدرة على دفع التكاليف الطبية العادية، و42% عن عدم القدرة على سداد الفواتير الشهرية، و38% عن عدم القدرة على دفع الإيجار أو تكاليف السكن، و33% عن العجز في تغطية تكاليف تعليم الجامعي للأبناء، و26% عن عدم القدرة على سداد الحد الأدنى من مدفوعات بطاقة الائتمان.

تضمنت النشرة أيضًا نتائج استطلاع لمؤسسة المنتدى الاقتصادي العالمي حول سلوكيات وتفضيلات ومشاركة مستثمري التجزئة في 13 دولة. أظهرت النتائج أن 54% يخشون الاستثمار خوفًا من خسارة أموالهم، و46% يفتقرون للموارد المالية للاستثمار، و40% لا يعرفون كيف يبدؤون أو يديرون استثماراتهم. وفي ما يخص الثقة في الذكاء الاصطناعي، أبدى 62% من المستثمرين في الهند ثقة في قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع معلوماتهم المالية، وتلتها الإمارات بنسبة 56% ثم الصين 53%، وجنوب إفريقيا 42%. كما أظهر الاستطلاع تفاوتًا بين الأجيال في البدء بالاستثمار فور دخول سوق العمل: 37% من جيل z، 36% من الجيل millennials، 27% من جيل x، و24% من جيل الطفرة السكانية. وفي سياق الادخار، بلغ اعتماد 51% على الادخار لحالات الطوارئ، و45% لتأمين النفقات الترفيهية أو السفر، و42% للادخار من أجل التقاعد. كما أبدى 41% من جيل z وجيل millennials استعدادهم للسماح للذكاء الاصطناعي بمساعدتهم في إدارة استثماراتهم، في حين قدم جيل x وجيل الطفرة نسبًا أقل (29% و14%). وفضّل 52% إدارة استثماراتهم بأنفسهم عبر حسابات تداول شخصية، بينما اعتمد 37% على مستشارين ماليين و18% على برامج مقدمة من أصحاب العمل أو حسابات ذات مزايا ضريبية.

أما الاستطلاع الذي أجراه مركز يورو باروميتر على عينة من 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي فتبين أن 44% من مواطني الاتحاد يرون الوضع الاقتصادي الأوروبي جيدًا، مع تفوق هولندا في التصنيف بنحو 74% من سكانها. وتلتها الدنمارك وليتوانيا (69% لكل منهما)، وأيرلندا (66%) وبولندا (64%). كما أيد نحو 74% من المستطلَعين الاتحاد الأوروبي الاقتصادي والنقدي بعملة اليورو، في حين عارضه 22%. وجاءت سلوفينيا في مقدمة الدول بموافقة عالية على هذا التوجه (94%)، تلتها إستونيا وفنلندا وأيرلندا (90% لكل منهم)، ثم لوكسمبورغ (89%)، ولااتفيا وهولندا والبرتغال (88%).

وفي إطار الاستطلاع الذي أُجري بواسطة إبسوس في سبع دول أوروبية حول أثر التعريفات الأمريكية، تبين أن 78% يرون أن ولاية ترامب سيكون لها تأثير سلبي أو سلبي جدًا على الاقتصاد العالمي، و74% يرون أن ولايته ستؤثر سلبًا على اقتصاد أوروبا. وبخصوص الوسائل الأكثر فاعلية لاستجابة الاتحاد الأوروبي للرسوم الأمريكية المفروضة على وارداته، اختار 23% تخفيض الحواجز التجارية داخل الاتحاد، و20% فرض رسوم مشابهة على الواردات الأمريكية، و19% التفاوض مع ترامب، و18% تعزيز العلاقات مع شركاء خارج الاتحاد، في حين اختار 4% دعم الصناعات المتضررة و3% فرض الرسوم على واردات من خارج الاتحاد الأوروبي جميعها. كما أكد 63% أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي هي الأنسب للرد على هذه الرسوم، فيما رأى 13% أن حكومات الدول هي الأقدر.

وفيما يتعلق بتأثير التعريفات على الأسعار، رجّح 94% أن ترتفع الأسعار للمستهلكين، و92% توقعوا تباطؤ النمو الاقتصادي، و88% مخاوف من فقدان الوظائف، و85% توقعوا انخفاض الأجور.

كما استعرضت النشرة نتائج استطلاع شركة نيلسن آي كيو في 19 دولة حول سلوك المستهلك تجاه الصحة. أظهرت النتائج أن 70% من المستهلكين يمارسون التمارين بشكل يومي، و55% مستعدون لإنفاق أكثر من 100 دولار شهريًا على تحسين صحتهم، بينما أشار 19% إلى عدم اهتمامهم بالصحة والعافية. كما بيّنت النتائج أن 63% يرون أن جودة النوم والصحة العقلية أصبحتا أكثر أهمية خلال السنوات الخمس الماضية، وأن 54% يعتبرون ارتفاع تكلفة الخيارات الصحية عائقًا رئيسيًا أمام اتباع نمط حياة صحي، يعقبه صعوبة العثور على بدائل صحية (31%)، ثم ضيق الوقت (26%). كما رأى 57% أن التقدم في العمر بصحة جيدة أصبح أولوية أكبر مما كان عليه قبل خمس سنوات. وبيّن 82% أن ملصقات المنتجات الصحية تحتاج إلى شفافية ومصداقية أعلى، و69% يفضلون شراء منتجات صحية من شركات تلتزم بنمط حياة صحي عبر منتجاتها كافة، وليس بالشعارات فقط. كما أشار 75% إلى أن الحكومات يجب أن تنظم الأعمال لمساعدة المستهلكين على اتخاذ قرارات صحية، و69% يفضلون الشراء من شركات تركّز على الصحة في جميع منتجاتها. كما أظهر 50% خططهم لزيادة شراء الأطعمة الغنية بالألياف لدعم صحة الأمعاء والمناعة، و40% يودون زيادة شراء الأطعمة النباتية عالية البروتين.

كما تضمن العدد استعراضًا لاستطلاع أجرته إكسبيديا الأمريكية بالتعاون مع مركز ويكفيلد للأبحاث حول العوامل المؤثرة في قرارات السفر، حيث حظي قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء بالنصيب الأكبر كدافع للسفر بنسبة 49%، يليه خوض تجارب جديدة (44%) وزيارة أماكن جديدة (41%) وتحسين الصحة البدنية أو النفسية (40%). كما أشار 44% إلى أن ارتفاع التكاليف بسبب التضخم هو العامل الأكثر تأثيرًا، تلاه مخاوف الصحة والسلامة (33%) ثم المخاوف البيئية (27%). وأبدى 55% من المستطلعين وجود إنترنت عالي السرعة في الفنادق كأولوية عند اختيار مكان الإقامة، يليه جودة المطاعم الفندقية (50%) ومواقف السيارات (45%) والإطلالات الطبيعية للفندق (44%). كما تبين أن 83% من المسافرين يفضلون استبدال نقاط الولاء بالسفر، و40% يودون استبدالها ببطاقات هدايا أو مبالغ نقدية، في حين استخدم 30% منها لشراء منتجات استهلاكية. وبلغت نسبة التخطيط للسفر خلال الـ12 شهرًا المقبلة نحو 44% لرحلات فليكسكن (رحلة مرنة تجمع بين الترفيه والعمل عن بعد)، ثم 43% لرحلات عمل و42% لرحلات بليجر (مزج السفر للعمل والترفيه).

وفي إطار الاستطلاعات المتعلقة بمصادر الأخبار والإعلام في لبنان، أظهر استطلاع إبسوس أن 80% من اللبنانيين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي بشكل منتظم لمتابعة الأخبار، وأن 58% يعتبرون هذه المنصات المصدر الرئيسي للأخبار، في حين أظهرت نتائج ثقة في واتس اب والتلفزيون بنسب 35% و32% على التوالي خلال السنوات الخمس الماضية. كما أشار 48% إلى انتشار الأخبار المزيفة إلى حد كبير، و38% إلى انتشارها إلى حد ما، و10% أنها ليست منتشرة بشكل كبير. كما لفت الاستطلاع إلى وجود تحيز ملحوظ في الأخبار على منصات التواصل الاجتماعي لدى 46% من اللبنانيين، وارتفاع هذه النسبة في منطقة بيروت إلى 58%. وأكد 59% وجود اعتقاد بوجود أخبار كاذبة، وتفاوتت النسب بين الرجال والنساء (64% مقابل 54%). وأشار 38% إلى أنهم تعرّضوا لخداع عبر أخبار كاذبة خلال العام الماضي قبل أن يتبين زيفها، وارتفعت النسبة بين الذكور إلى 41% مقابل 35% بين الإناث الذين أفادوا بذلك. كما أشار 66% إلى حرصهم الدائم على التحقق من مصداقية الأخبار قبل تصديقها أو مشاركتها، وتراوح مستوى التحقق في بيروت أعلى بشكل ملحوظ (نحو 91%) مقارنة بالمناطق الأخرى في لبنان.

تؤكد هذه النشرات أن التوجهات العالمية في مجالات الاقتصاد والمال والصحة والتجارة والإعلام والسياحة تتباين بشكل ملحوظ عبر الدول، لكنها تجمع على أهمية قراءة التحولات وتداعياتها على السياسات العامة وسلوك المستهلكين والمستثمرين في سياق عالمي يتسم بتعقيدات متزايدة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى