القاهرة صمام الأمان وشرم الشيخ رمز السلام.. الصحف العالمية تمدح دور مصر في اتفاق غزة

شهدت المنطقة اهتمامًا دوليًا كبيرًا بدور مصر المحوري في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، والذي نضجت أصداؤه في محادثات شرم الشيخ وأسفر عن تقليل التصعيد وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
أبرزت صحيفة لا كونفدنثيال الإسبانية استضافة مصر للمفاوضات وتأمين قنوات الاتصال بين الطرفين، مشيرة إلى التزام الجانبين بالمرحلة الأولى من خطة السلام التي تشمل تبادل الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وإجراء انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من مناطق القطاع. كما أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن اعتقاده بأن هذه الخطوة تمثل “يومًا عظيمًا للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المجاورة، وكذلك للولايات المتحدة”. وتختم الصحيفة بأن الاتفاق يمثل فرصة إنسانية ودبلوماسية لإيقاف الحرب في غزة، مع تحذير من مدى فاعلية آليات التنفيذ ومدة التهدئة واستمرارية الدعم.
إضافة إلى ذلك، وصفت صحيفة الباييس الإسبانية الاتفاق بأنه مرحلة حاسمة لوقف إطلاق النار في غزة، معتبرةً أن وجود وسطاء دوليين بقيادة مصر عزز الدفع نحو تفاهمات أولية حول تبادل الرهائن وفتح ممرات إنسانية. كما أكدت صحيفة الموندو الإسبانية التفاؤل العالمي إزاء وقف إطلاق النار ودور مصر في استضافة المفاوضات.
ومن جهة أخرى أكدت صحيفة ديلي نيوز أن الاتفاق على الأرض المصرية يهدف إلى إنهاء عامين من الصراع في غزة، وأن الإدارة المصرية المحترفة للمحادثات سهلت التقدم بشكل كبير. وأشارت إلى أن الفصائل الفلسطينية اجتمعت في شرم الشيخ بالقرب من الوفد الإسرائيلي، مما يعكس القدرات الدبلوماسية المصرية، مع الإشارة إلى الدور البارز للولايات المتحدة والرئيس ترامب، وتبقى الحلول السكونية نابعة من الجهود الدبلوماسية المصرية المكثفة.
وعبرت صحيفتا كورييري ديلا سيرا ولا ريبوبليكا الإيطاليتان عن كون مصر العامل الحاسم في إبقاء المفاوضات ومواجهة الخلافات حول جداول التبادل والإنسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية، معتبرتين محادثات شرم الشيخ ثمرة جهود مصر الدبلوماسية وما أسفرت عنه من نتائج كبيرة لوقف إطلاق النار.
رحَّب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، مع تأكيده على ضرورة الالتزام الكامل به، خصوصًا فيما يتعلق بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. وأشارت كايا كالاس إلى أن الاتفاق يمثل تقدمًا كبيرًا وفرصة حقيقية لإنهاء الحرب المدمرة. كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الجميع يجب أن يحترم شروط الاتفاق، وأن يتم الإفراج عن الرهائن بأمان، وأن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووقف معاناة المدنيين.
تؤكد هذه التطورات أن مصر تظل عامل استقرار وأداة حاسم في دفع المسار السياسي إلى الأمام، وأن جهودها الدبلوماسية المكثفة تواصل بناء جسر تفاهم يسمح بتخفيف المعاناة الإنسانية وتثبيت آليات للمساعدة في المدى المنظور.