ابن شقيق أحمد عمر هاشم يصدر كتاباً يوثق سيرته الذاتية

صدر الإذاعي محمود عمر هاشم، ابن شقيق الراحل الدكتور أحمد عمر هاشم، كتاباً ضمن سلسلة عبارة الدعاة يسلط الضوء على عمّه وفكره ومسيرته العلمية والعملية. يعكـس العمل الحياة العلمية والإبداع الأدبي للإمام منذ صغره، مع رصد التأثير العميق لعائلة هاشم التي عُرِفت بتربية العلماء والأدباء والنابغين في مختلف المجالات. يبرز أيضاً تأثيره من صباه بعلم فضيلة الدكتور الحسيني عبد المجيد هاشم وكيل الأزهر الشريف الأسبق، وهو عالم تركت مؤلفاته في علوم الدين آثاراً في جامعات أوروبية، إضافة إلى التأثر بإبداعات الشيخ محمود أبو هاشم وعلاقته بالكرم والجود، كما يورد الحديث عن والد الإمام الذي بشره بأنه سيكون من علماء الأمة وأن صوته سيصل إلى أرجاء الدنيا.
واتسع المسار العلمي للإمام عبر نشأته في بيئة العلماء الأجلاء وارتقاءه إلى منبر مسجد الأربعين وهو في عمر العشر سنوات، حيث أعاده بناؤه على نفقة شخصية وفق النظم المعمارية الإسلامية. تلقى تعليمه في المعهد الأزهرى بالزقازيق ثم التحاقه بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية، وبرز في دراسته منذ صغره كطالب متمكن وأديب مبدع. بعد حصوله على الماجستير والدكتوراه تدرّج في مناصب جامعة الأزهر حتى وصل إلى عمادة كلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق، ثم رئاسة جامعة الأزهر لفترتين بقرارات جمهورية، وهو ما يعكس حجم التأثير الأكاديمي الذي تَمثّله مسيرته المهنية. ونال سلسلة من الجوائز العلمية المرموقة، بينها جائزة الدولة التقديرية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما عُيّن عضواً بمجلس النواب لعدة فترات وتقلّد رئاسة اللجنة الدينية، كما كان عضواً في هيئة كبار العلماء. ومن أبرز مؤلفاته الضخمة واحد من أروقتها الكبرى: “فيض الباري” في شرح صحيح البخاري الذي بلغ 16 مجلداً أتم تأليفه خلال نحو ستة عشر عاماً.
كما تطرق الكتاب إلى إسهامات الإمام في أركان الإسلام من الصلاة والصيام والحج، وحتى المعاملات، وتناول أبعاده الأدبية من خلال نهج البردة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعتبر الإمام أحمد عمر هاشم أول من كتب نهج البردة بعد البوصيري. أما العمل الجديد المرتقب فهو مجلد تفسير للقرآن الكريم مكوّن من أربعة أجزاء، وهو ما يمثل جانباً جديداً من إبداعات الإمام الراحل، كما يعكس عمق فكره وامتداد أثره في الفكر الإسلامي المعاصر.