الكلية الفنية العسكرية: مصنع العقول الدفاعية بقيادة اللواء البيومي يجمع بين الانضباط والابتكار

تتجه الأنظار اليوم إلى تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، حيث يؤكد مدير الكلية الفنية العسكرية أن هذه المؤسسة تشكل قلبًا نابضًا للابتكار العسكري والتقني، وتلعب دورًا محوريًا في تعزيز الأمن القومي للمصريين من خلال إعداد كوادر هندسية عسكرية عالية الكفاءة.
وأشار اللواء أشرف ضياء الدين البيومي إلى أن النظام التعليمي داخل الكلية يواكب أحدث المناهج العالمية ويخضع لتطوير دوري يدمج العلوم الهندسية والتقنية الحديثة مع التدريب العسكري الصارم والانضباط، بهدف تخريج مهندسين عسكريين قادرين على الابتكار وتحويل الفكر إلى فعل استراتيجي.
ولفت إلى أن الكلية عمدت إلى توسيع بنيتها الأكاديمية بإضافة شعب وأقسام متخصصة لمواكبة التطورات في مجالات التسليح وتخصصات دقيقة تلبي احتياجات القوات المسلحة، بما يجعل الطالب قادرًا على مواجهة التحديات في بيئات عمل متنوعة.
وأوضح أن الطلاب لا يتلقون التعليم النظري فحسب، بل يخضعون لتأهيل علمي وأخلاقي وثقافي متكامل يجمع المعرفة الأكاديمية والانضباط العسكري ليخرج الضابط قائدًا بكفاءة عالية. وفي هذا الإطار، يرسخ البرنامج التعليمي لدى الطلاب قدرات التفكير النقدي واتخاذ القرار في مواقف واقعية، مع تعزيز الوعي بالمسؤولية الوطنية.
وأكد أن عملية اختيار الطلبة تخضع لمعايير دقيقة تشمل الفحص الطبي واللياقة البدنية والقدرات الثقافية والفكرية، وفق أسس واضحة من القيادة العامة للقوات المسلحة. كما يحصل كل طالب على دعم كامل معنويًا وأكاديميًا، ويكتسب مهارات تؤهله للحصول على بكالوريوس في الهندسة العسكرية وشهادة إتمام الدراسة العسكرية.
وأشار إلى أن ذلك يسهم في بناء قاعدة صلبة من الضباط المتفوقين القادرين على ضمان تحقيق الاستراتيجية الوطنية في تطوير القوات المسلحة وتعزيز الأمن القومي. كما يكتسب الطلاب خبرات واسعة من خلال التفاعل مع نظرائهم في جامعات مختلفة حول العالم لتبادل الخبرات ومقارنة الأداء في بيئات تعليمية متنوعة.
ويترك التفوق المصري في علوم الهندسة والانضباط العسكري انطباعًا مميزًا، حيث يصبح الخريجون لاحقًا أعضاء هيئة التدريس لنقل المعرفة وتطوير البرامج الأكاديمية بشكل مستمر. وتخضع سنوات الدراسة لتدريب علمي وبدني وانضباطي وعسكري مكثف ليكون الخريجون جاهزين لتولي المسؤوليات الكبرى فور التخرج.
ومن بين الأوائل من الخريجين من يتم اختيارهم للانضمام إلى هيئة التدريس بالكلية والبدء في الدراسات العليا، وهو ما يعكس حرص الكلية على صقل الكفاءات الداخلية وصناعة جيل من الباحثين العسكريين المؤهلين. وتستند عملية التطوير إلى تأهيل أعضاء هيئة التدريس لنيل الدكتوراه في الهندسة من جميع المدارس العسكرية.
كما تحرص الكلية على توفير بيئة تعليمية متقدمة تشمل رقمنة الامتحانات، إضافة إلى المنظومة العلمية التي تتضمن المعامل والمحاكيات وأنظمة التعليم العملية. وفيما يخص الجانب الوجداني والمعرفي، يركز البرنامج على رفع الوعي والانضباط والمسؤولية لدى الطالب ليكون مؤهلاً لإدارة مهام وطنية كبرى بثقة وكفاءة.
وأضاف البيومي أن الكلية أنشأت مركزًا متخصصًا للأنظمة غير المأهولة يشمل مجالات مثل الطائرات والسيارات والغواصات والمجنزرات. كما تنظّم الكلية مسابقات سنوية ومشاركـات دولية لتقييم الابتكار، مع سعيها لضمان استفادة الدولة كاملة من قدرات ومخرجات الكلية.
وفي ختام كلمته وجه البيومي رسالة للخريجين وأسرهم مهنئًا إياهم، مؤكدًا أن التخرج ليس نهاية الطريق بل بداية لمسؤولية عظيمة تدعو إلى مواصلة تطوير القدرات ليظلوا أهلًا للمهام المقدسة، حماة للأمن القومي وحاملي راية مصر بفخر وعلو علم وانضباط وتفوق.
وشهد مراسم الاحتفال الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إلى جانب حضور عدد من الوزراء والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة والفريق أول ركن صدام حفتر نائب القائد العام للجيش الوطني الليبي، وعدد من المحافظين وقادة الأفرع الرئيسية وقادة القوات المسلحة والملحقين العسكريين ورؤساء الجامعات والشخصيات العامة والإعلاميين وأسر الخريجين.