شفرة لاصقة صغيرة.. ابتكار شاب من الدقهلية لتخزين البيانات وحمايتها بسرية تامة

يمرّ الشباب المصري بخطوات ثابتة نحو مستقبل يعتمد على التكنولوجيا والابتكار، في ظل دعم واضح من الدولة وتوجيهها الذي يجعل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي في صلب خطط النمو والتطوير.
في سياق الأمن السيبراني والشباب والذكاء الاصطناعي، يظهر جيل من المبدعين وهو يتنافس في تطوير برمجيات وحلول تقنية تواكب التطورات الحديثة وتُسخِّرها لخدمة الوطن. وتهدف هذه المبادرات إلى تقديم حلول ملموسة تدفع بالتنمية الرقمية في مصر وتتحدى التحديات العالمية، مع التركيز على حماية البيانات الشخصية للمواطنين والشركات والمؤسسات الحكومية.
الأمن السيبراني هو فرع من أمن المعلومات يختص بحماية الحواسيب والشبكات من الدخول غير المصرح والسرقة والتخريب، ويضمن توافر البيانات وسلامتها للمستخدمين المستهدفين. بناء بنية تكنولوجية وطنية قوية يتطلب استثمارًا في هذا المجال وتطوير آليات لحماية البيانات الحساسة وتسهيل وصول الخدمات الرقمية بشكل آمن ومضمون.
في محافظة الدقهلية ظهر نموذج مثير للاهتمام، الشاب أحمد محمود مندور، طالب في المرحلة الثانوية، الذي أعلن عن اختراع “شريحة لاصقة” صغيرة الحجم تحمل برنامَجًا أمنيًا متكاملًا يرتبط بالذكاء الاصطناعي ويعتمد على تقنية NFC. يمكن لصقها على بطاقة شخصية أو جواز سفر أو ميدالية أو أي تعريف، وتعمل مع تطبيق متكامل يسهّل مهام المؤسسات ويحافظ على سرية البيانات. من شأن هذه الشريحة أن تدعم السياحة المصرية وتسهّل إجراءات المؤسسات، كما توفر إعدادات للبيانات الأساسية مثل أوقات الوصول والإقامة والمكان وأرقام الطوارئ، إضافة إلى إمكانية ربطها بأرقام الأقارب والمرافقين لتسهيل التواصل في حالات الطوارئ.
وتُطلق هذه الشريحة فكرة “الصندوق الأسود للأشخاص”، حيث تحفظ البيانات الشخصية وتسجيل اليوميات والتذكيرات وتتيح إرسال إشعارات آلية قبل المواعيد المهمة أو عند الحاجة إلى التواصل مع جهة معينة. كما تتيح للجهات الطبية الوصول إلى البيانات الطبية اللازمة في حالات الإصابات أو الأمراض، بما في ذلك فصيلة الدم والأدوية والتاريخ الطبي، إضافة إلى أرقام أقارب للمساعدة السريعة، ما يسهّل مهمة الفرق الطبية ويساهم في حماية الأشخاص بشكل أكبر.
ولدى هذه التقنية استخدامات متعددة، فهي تفتح آفاق لحماية الحجاج والمعتمرين من خلال تدوين بياناتهم وربطها بشريحتهم لتسهيل التعرف عليهم وتقديم الدعم المطلوب أثناء الرحلة. كما تُعوِّل المؤسسات المسؤولة على هذه التقنية في تحسين إجراءات الخدمات وتوفير الوقت، مع الحفاظ على سرية البيانات وضمان أمان المنظومات الإلكترونية.
يؤكد مبتكرو الشريحة أنها بسيطة وغير مكلفة، وقابلة للتعميم على مستوى الجمهورية، مما يجعلها أداة رائدة في تعزيز النظام الإلكتروني وتقوية الأمن السيبراني للمواطنين والجهات المختلفة. بهذا النوع من المبادرات تتعزز القدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل آمن وفعّال، وتدعم الدول في تقديم خدمات حكومية وشركات أكثر كفاءة وحماية للبيانات الحساسة.