مسجد الصالح أيوب بالمنصورة: تحفة أيوبيّة صمدت لثمانية قرون.. صور

يقف هذا المعلم التاريخي في قلب مدينة المنصورة، شاهداً عبر قرون على عبق العصور وقوتها، محملاً برائحة الأيّوبيين وزخارف تروِّى قصص العلم والازدهار.

يقع المسجد في شارع العباسي بوسط المنصورة، وهو من أهم الآثار التي تعود إلى عهد السلطان الصالح نجم الدين أيوب، آخر سلاطين الدولة الأيوبية في مصر، الذي حكم البلاد خلال النصف الثاني من القرن الهجري السابع.

شُيِّد ليكون مركزاً للعبادة والعلم، فارتبط اسمه بتاريخ المدينة التي شهدت معارك كبرى ضد الصليبيين في تلك الحقبة.

يتميّز بطراز يجمع بين العهدين الأيوبي والمملوكي، وهو تحفة فنية من الزخارف اليدوية والرخام والزجاج الملون. يتكوّن المبنى من طابقين: السفلي لساحة الوضوء والمرافق، والعلوي للمصلى الرئيسي. وتُعَدّ المئذنة من أقدم أجزاء المسجد وتعبّر زخارفها الدقيقة عن الطابع المملوكي. أما النوافذ فمزدانة بزجاج ملون يسمح بدخول الضوء بشكل يحاكي مشاهد بصرية آسرة. ويضم المسجد منبرًا خشبيًا أثريًا محفورًا بخطوط عربية وزخارف هندسية تعكس جمال الحرف الإسلامي ودقة الفن الأيوبي في التصميم والبناء.

لم يكن المسجد مكان صلاة فحسب، بل كان شاهدًا على أحداث جسيمة مرت بالمنصورة، من الحروب الأيوبية إلى العصور المملوكية والعثمانية. ومع مرور القرون ظل المعلم هدفًا للعلم والمصلين والزوار من داخل المحافظة وخارجها.

رغم صموده عبر الزمن، تعرّض لبعض الأضرار جراء انفجار مديرية أمن الدقهلية عام 2013، حيث تهشّمت أجزاء من الزجاج الملون وتصدّعت بعض الجدران. ويشير الأهالي إلى أن أجزاء من المسجد تحتاج إلى ترميم عاجل وصيانة دورية للحفاظ على قيمته التاريخية والمعمارية.

يظل المسجد أحد أهم رموز العمارة الإسلامية في الدقهلية، ومعلماً تاريخياً يجمع بين الجمال والقداسة. حتى اليوم يستقبل المصلين يوميًا، شاهداً على تاريخ مدينة المنصورة التي ولدت بين جدرانه.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى