كيف أمضى كروان ليلته الأولى في الحجز بعد القبض عليه للمرة الثالثة؟

يقدم هذا التقرير صورة مركزة عن مسار شخصية مثيرة للجدل في منصات التواصل الاجتماعي، اشتهرت بسلسلة نزاعاتها مع عدد من الشخصيات العامة والجهات الإعلامية، وتحول اسمها إلى محور قضايا وملاحقات قضائية خلال فترة وجيزة. تتبع المسار يظهر صعودًا سريعًا في محتوى النقد والسخرية، ثم تداعيات قضائية تلاحقه بشكل متواصل.
بعد خروجه من عقوبة سابقة، أُعلن عن القبض عليه للمرة الثالثة بتهمة نشر أخبار كاذبة ومحتوى خادش للحياء عبر حساباته على مواقع التواصل، إضافة إلى قضية تتعلق بالفسق والفجور ضمن إطار آداب. تم اقتياده إلى القسم لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
أول ليلة له في الحجز كانت صاخبة بالدموع والصراخ طلب فيها استدعاء محاميه، كما طلب من أهلِه إحضار طعام وشراب وملابس له داخل المحبس، وطلب الاطلاع على الأوراق الخاصة بجميع القضايا المعلقة كي يرفعها للجهات المختصة عند العرض عليها.
تتبع ذلك إعلان السلطات عن ضبطه في قضية جديدة تتهمه بنشر أخبار كاذبة وممارسة أفعال خادشة للحياء عبر حساباته، وذلك بعدما صدر حكم من محكمة جنح مستأنف حدائق القبة بحبسِه 4 أشهر على خلفية نشره مقطعاً زعم فيه وجود تلوث بمياه الشرب في محافظة أسوان، وهو ما رأت النيابة العامة أنه إساءة استخدام لوسائل التواصل وبثٌ لشائعات تضر بالصالح العام.
سجلُه القضائي حافل: خلال أقل من عامين مثل أمام القضاء في نحو ست قضايا تتنوع بين السب والقذف ونشر أخبار كاذبة، وصدرت أحكام بالسجن في ثلاث قضايا، بينما قضيتان أخريان قيد النظر أمام المحاكم الاقتصادية.
قضية الفيديو الخادش صدرت فيها المحكمة بتأييد حكم الحبس سنة وغرامة 100 ألف جنيه. وفي قضية التهديد بالخطف، رفضت محكمة جنح مستأنف حدائق القبة الاستشكال المقدم وأيدت الحكم الصادر بالحبس ثلاث أشهر. أما قضية المنتجة ليلى الشيخ فشهدت بثه مباشرًا واتهامًا بالسب والقذف، فحُكم عليه بثلاثة أشهر حبسًا، وغرامة 20 ألف جنيه، وكفالة 5 آلاف، ثم ألغت محكمة الاستئناف حكم الحبس وقررت الاكتفاء بالغرامة.
وفي قضية ريهام سعيد، قضت المحكمة بحبسه سنتين وتغريمه 100 ألف جنيه، لما اعتبرته النيابة خادشًا للحياء ومسيئًا للنجمة الإعلامية، ثم استأنف المتهم فحدد موعد جلسة 22 أكتوبر الجاري للنطق بالحكم النهائي. كما جرى اقتياده مؤخرًا في قضية مياه أسوان والتي اتهم فيها بنشر مقطع يدعي فيه صلاحية المياه للشرب، فحُكم عليه بالسجن 4 أشهر بتهمة نشر أخبار كاذبة.
أما من جهة العلاقات العامة، فقد أشارت البيانات القضائية إلى وجود خلافات علنية مع ما لا يقل عن سبعة أشخاص من بينهم إعلاميون ومنتجون ومؤثرون، تحولت في كثير من الأحيان إلى بلاغات رسمية وتُوِّلت إلى محاضر في أقسام الشرطة، بعضها انتهى بالتصالح بينما لا تزال قضايا أخرى قيد التحقيق.
من الشهرة إلى السجن تحرك كروان مشاكل بسرعة عبر محتوى يعتمد على النقد اللاذع والسخرية من الشخصيات العامة، لكن مساره لم يكن بلا ثمن. أصبح اسمه حاضرًا في بيانات النيابة وأروقة المحاكم بشكل متكرر، وترددتُه كأحد أبرز الأسماء التي ظهرت في تغطيات القضاء خلال العامين الأخيرين. كل ظهور لـه كان يفتح بابًا جديدًا من القضايا، وهو ما جعل جزءًا واسعًا من متابعيه يرى في مساره مثالًا على حدود النقد الرقمي وكيف تتحول الحماسة إلى تبعات قانونية.