الاحتفاء باختيار الإسكندرية عاصمة للثقافة المتوسطية 2025

يُعقد منتدى ثقافي في مكتبة الإسكندرية يحمل رسالة جسور المتوسط وتاريخه العريق، حيث ينعقد من 21 إلى 23 أكتوبر 2025 في مركز المؤتمرات وساحة الحضارات بالمكتبة ضمن إطار احتفالي يبرز اختيار الإسكندرية كأول عاصمة للثقافة والحوار في منطقة البحر المتوسط لعام 2025.

افتتح الحدث الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والسفير سيرجيو كارانزا، سفير إسبانيا بالقاهرة، وأليساندرو جيوفاني، مدير وحدة السياسات العامة بمؤسسة آنا ليند، والدكتور محمود حسن مؤسس معرض الإسكندرية الدولي لأغذية البحر المتوسط، وستافرولا سبانودي، رئيس المؤسسة اليونانية للكتاب والثقافة بالإسكندرية، والدكتور سعد موسى، مسؤول العلاقات الخارجية بوزارة الزراعة. كما تم تسجيل كلمة للسفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط.

وأكد د. زايد أن الإسكندرية تظل رمزًا للمعرفة والتواصل بين الشعوب، وأن المنتدى يركز على ثلاثة محاور رئيسية تجمع الماضي بالحاضر والمستقبل: الجذور المشتركة والهوية المتوسطية، الحوار المستمر، وصناعة المستقبل. وأشار إلى أن البحر الأبيض المتوسط يعد مهد الحضارات ونقطة تقاطع تربط إفريقيا وأوروبا وآسيا، ما يجعل المدينة منصة أساسية للحوار والتفاهم بين الشعوب وتبادل المعرفة.

ولدى حديثه عن الشراكات، أكد زايد على سعي المكتبة لتقديم برامج تعكس روحية المتوسط وشكر الشركاء المشاركين في التنظيم، معربًا عن أمله في حوارات مثمرة وتبادل ثقافي يفتح آفاقًا جديدة للتعاون.

وأوضح السفير كارانزا أن العلاقات بين مصر وإسبانيا تقوى على أسس تاريخية وثقافية مشتركة، معربًا عن سعادته بالمشاركة في أول فعالية له منذ توليه منصبه. وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى إسبانيا وزيارات العائلة الملكية الإسبانية لمصر تعكس قوة العلاقات وتفتح آفاق تعاون جديدة، مؤكدًا أن المتوسط كان دومًا جسرًا للتبادل والتعايش. كما لفت إلى مشاركة السفارة الإسبانية في المنتدى من خلال معرض دلتا البحر الأبيض المتوسط، بما يعزز الاهتمام بالتراث المتوسطي وضرورة المحافظة على البيئة في المنطقة.

وتحدث السفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، عبر كلمة مسجلة أكد فيها أهمية مسارات الحوار والتبادل المتوسطية، واحتفاء المنتدى باختيار الإسكندرية عاصمة للثقافة والحوار في منطقة البحر المتوسط لعام 2025. وشدد على أن قيم الإنسانية والتضامن والمساواة هي ما يوحد دول المتوسط وتواجه بها التحديات مثل التغير المناخي والتدهور البيئي والفوارق الاجتماعية والاقتصادية.

كما أكد أليساندرو جيوفاني من آنا ليند أن الحوار بين الثقافات يساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة، وأن الثقافة ليست وقفا على الماضي بل مصدر قوة يواجه التحديات الراهنة، معربًا عن دعم المؤسسة لمكتبة الإسكندرية في تعزيز ساحات الحوار.

وأعرب الدكتور محمود حسن عن فرحته بالوجود في المنتدى للاحتفاء بتنوع ثقافات البحر المتوسط وباختيار الإسكندرية كعاصمة للثقافة البحرية لعام 2025، مشيرًا إلى أن معرض أغذية البحر المتوسط يعكس الطلب العالمي على منتجات حوض المتوسط، وأن تغذية المتوسط تحمل قيمة ثقافية وتراثًا يجمع الشعوب.

وقالت ستافرولا سبانودي، رئيس المؤسسة اليونانية للكتاب والثقافة بالإسكندرية، إن المؤسسة تشكل دليلًا على الحوار الطويل الأمد بين مصر واليونان، وتعمل منذ تأسيسها عام 1992 على تعزيز اللغة اليونانية والأدب والثقافة في الإسكندرية ومصر. وأشارت إلى أن المؤسسة تشارك في المنتدى من خلال الحفل الموسيقي “Opus Alexandrinum” الذي يوثق الحياة الموسيقية للجالية اليونانية في الإسكندرية من أواخر القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين.

كما ألقى الدكتور سعد موسى كلمة نيابة عن وزير الزراعة أشار فيها إلى أهمية الزراعة في دعم الحياة والاستدامة، مؤكدًا أن وزارة الزراعة تدعم قطاع معالجة الأغذية عبر سياسات وتشريعات تعزز الزراعـة والصناعة. وأكد أن معرض أغذية البحر المتوسط يمثل منصة هامة لعرض المنتجات الوطنية وتبادل الخبرات وإبراز ثراء غذاء البحر المتوسط كجزء من التراث الثقافي الذي يجمع الشعوب.

ينسجم المنتدى مع شراكات قوية تشارك فيها مكتبة الإسكندرية ومؤسسة آنا ليند والاتحاد من أجل المتوسط، إضافة إلى السفارة الإسبانية والمؤسسة اليونانية للكتاب والثقافة بالإسكندرية والاتحاد الأوروبي للمؤسسات الثقافية في مصر ومعرض الإسكندرية الدولي للأغذية، بما يعزز الحوار الثقافي والتبادل المعرفي عبر المتوسط ويساهم في بناء جسور التفاهم والتعاون بين الشعوب في المنطقة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى