لا تكونوا مجرد متفرجين.. خبير الإعلام الرقمي يدعو الشباب إلى صناعة المستقبل

في إطار جهود تمكين الشباب المصري وتوجيه مسارهم نحو البناء والتطوير، أُقيمت ندوة بعنوان تشجعيّة على الاستثمار في القدرات الفردية والجماعية، نظمها معهد التعاون الزراعي بشبرا الخيمة بحضور نخبة من القيادات والكوادر الأكاديمية والدينية. تناولت الندوة دور الشباب في مصر في ظل التحول الرقمي والاعتماد على الإعلام الرقمي لبناء الوعي وتحفيز العمل الجاد والمسؤولية الوطنية.

أكد الدكتور محمد ثروت، الخبير في الإعلام الرقمي، أن الشباب يجب أن يكونوا محرك المعادلة وأُولَويتها، فالمقصود بالرقم واحد هو الفاعلية والمبادرة والقيمة والتأثير، بينما الصفـر يبقى صفـرًا مهما وُضع في أي مكان. وأضاف أن الشباب ليسوا مجرد متابعين لما يحدث، بل هم صُنّاع المستقبل الحقيقيون؛ لذا يجب أن ينظروا إلى ما يمكن تحقيقه بجهودهم وعقولهم، لا إلى النصف الفارغ الذي يزرع الإحباط. كما شدد على أن فترة الدراسة لا تقتصر على الحضور والامتحان، بل هي مرحلة إعداد لسوق العمل عبر تعلم مهارات جديدة يوميًا، وإتقان لغات أجنبية تفتح آفاق التواصل، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الإيجابية والتوعية.

وذكر ثروت أن مصر تكتب فصلًا جديدًا في تاريخها، فصلًا يرتبط بالتحول الرقمي والعلمي والتنميوي، حيث لم يعد الإعلام الرقمي مجرد وسيلة لنقل الخبر، بل ساحة لبناء الوعي وتكوين صورة وطنية حقيقية يرويها الشباب بلغتهم ويصدرون بها صورة حضارية للعالم. وأشار إلى أن مصر تُبنى بجهود شبابها، فكونوا الأيادي التي تبني والعقول التي تفكر والقلوب التي تحب الوطن، مؤكدًا أن من يرى الجمال في وطنه يصنع مستقبلًا أفضل له وللوطن.

من جانبه، أكد القس مكاري تادرس، كاهن بمطرانية شبرا الخيمة، أن مصر هي وعاء encompassing للجميع عبر العصور، وأن ما نراه من إنجازات في البنية التحتية يعكس إرادة شعب مؤمن بأن العمل هو طريق الوحدة. ودعا الشباب إلى الأمانة في الأعمال وعدم الانشغال بتعظيم النماذج المتداولة عبر وسائل التواصل، فكل نجاح وراءه قصة كفاح ودموع، وأن الانتماء ليس شعارًا يردّده الإنسان بل سلوك عملي يترجم حب الوطن إلى عمل وإتقان وإشراق للأمل.

كما أكد الشيخ عبد الله سلامة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن حب الوطن من الإيمان، وأن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم. ورأى أن المشروعات القومية الكبرى التي تُشاهد اليوم في التعليم والصحة والطاقة والزراعة دليل على تغيير حقيقي في النفوس والعقول. شدد على ضرورة غرس الإيجابية في الشباب ونبذ الإحباط والتشكيك، فالوطن لا يُبنى بالكلام بل بالجهد والعمل والتفاني في خدمة الوطن.

وتابع الشيخ إبراهيم كمال، عضو المركز، أن مصر التي باركها الله وتاريخها حافل بالإنبياء تستحق أن نُحافظ عليها كما نحافظ على ديننا وأعراضنا. رأى أن الشباب هم طاقة الأمة، وعلينا أن ندرك أن الله لا يحب الكسل، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بضرورة العمل والإخلاص. ودعا الجميع إلى أن يكونوا شركاء في البناء في كل موقع—في المصنع، في الجامعة، في المزرعة، في الإعلام، في الجيش—فحب الوطن ليس مجرد شعور نُعبر عنه بل فعل يومي يحمل عنوان الأمانة والإتقان.

ختامًا، تؤكّد هذه الرسائل أن الشباب هم الركيزة الأساسية لمستقبل مصر، وأن الاستثمار في مهاراتهم وتوجيههم نحو الإيجابية والعمل المؤسسي هو الطريق الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء مكانة وطنية راسخة تليق بمكانة مصر في العالم.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى