أصدقاء “يوسف” يكشفون الوجه القاتم لمنفذ جريمة المنشار.. اعرف التفاصيل

تتابع جهات التحقيق في الإسماعيلية قضية قتل طالب زميله وتقطيع جثته باستخدام جهاز صاروخ كهربائي، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الشارع المحلي والوطني. وكشفت التحقيقات والصادر من المصادر المقربة أن المتهم هو قاصر يبلغ من العمر 13 عامًا، وقد اعترف بارتكاب الجريمة والجهة التي تخلص فيها من الأشلاء في ثلاثة مواقع مختلفة.

أفادت المصادر بأن المتهم كان خلال الأشهر الأخيرة منعزلاً وغارقاً في مشاهدة أفلام عنيفة ومقاطع قتل عبر هاتفه المحمول، وكان يكرر من مشاهد تلك الأفلام أمام أصدقائه ويعرض عليهم تمثيلها في أوقات فراغهم. كما لاحظت المصادر امتلاكه سلاحًا أبيض بشكل دائم، ووجود أموال لديه من دون مبرر واضح، رغم أن والده يعمل نجارًا وأسرته محدودة الدخل. وأشار أحد الزملاء إلى تفاخره بربح نحو ألفي جنيه من لعبة إلكترونية، وهو ما يعكس حضور طور خيالي في تفكيره.

وبدأت التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة، حيث أشار الطب الشرعي إلى انتهاء فحص المتهم النفسي والعقلي ورفع تقريره إلى جهات التحقيق، مع تأكيد التقرير أنه كان بكامل وعيه عند تنفيذ الجريمة ولم يظهر عليه ما يشير إلى اضطرابات ذهنية قد تؤثر في مسؤوليته الجنائية. كما تبين أن الجريمة مخطط لها وارتكبت بتهدئة وتخطيط مسبق، ما يؤكد وجود نية قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد.

وفي اعترافات أمام جهات التحقيق، قال المتهم إنه قرر قبل عدة أيام تنفيذ ما شاهده في أحد الأفلام الأجنبية مع زميله محمد أحمد محمد، مشيرًا إلى أنه كان يقلد بطلاً من مسلسل إذاعي قبل الواقعة. وأوضح أنه جهّز نفسه بتحضير من صيدلية لشراء جوانتيات وأكياس سوداء لإخفاء الجثة، وأخبر أنه استدرج المجني عليه إلى منزله ثم قتله وتقطيع جثته باستخدام منشار كهربائي، ثم تخلص من الأشلاء في منطقة كارفور الإسماعيلية. وأشار إلى أنه لم يستقل أية وسيلة نقل أثناء نقل الأشلاء؛ إذ حملها داخل أكياس بلاستيكية ثم وضعها في حقيبته المدرسية، وتوجه سيرًا على قدميه من المحطة الجديدة حتى منطقة كارفور.

وأكدت التحقيقات أن الأشلاء تشتتت في أجزاء مختلفة عُثر عليها لاحقًا في أماكن متفرقة بجوار كارفور الإسماعيلية وبحيرة الصيادين ومكان مهجور مرتفع عن الطريق، كما جرى الاستماع إلى أقوال أهالي الضحية وأقوال والد المشتبه به، وتبين أن المتهم ارتبط بسلوك عنيف بفعل تأثير مشاهده في الأفلام والألعاب.

كما ورد في التحقيق أن المتهم سرق هاتف الضحية قبل عدة أشهر وباعه في متجر موبايلات بميدان الفردوس بالإسماعيلية، وأن والد المتهم فوجئ بالجريمة عندما شم رائحة دم نفاذة داخل المنزل. وجرى توجيه تهم للمتهم وإحالته إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات وأمرت بجلب واعتماد الإجراءات اللازمة، بما في ذلك إرسال عينات الدم من مسرح الجريمة ومن منزل المتهم إلى مصلحة الطب الشرعي لمضاهاة العينات وتوثيقها بالأوراق القضائية.

وفي إجراءات منفصلة، جرى تجديد حبس والد المتهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وتُواصل الأجهزة الأمنية رصد مواقع التخلص من بقية أجزاء الجثة في الإسماعيلية. كما أشارت التحريات إلى أن المتهم تأثر بمشاهد العنف في الأفلام، وأنه حاول تقليد بطلة في عمل فني شهير دون إدراك لمدى الكارثة التي أقدم عليها.

وتعقيبًا على الحدث، دعت والدة المجني عليه إلى تعديل قانون الطفل ليشمل توقيع عقوبة الإعدام شنقاً على من يرتكب جريمة قتل عمد، حتى وإن كان الجاني دون السن القانوني، مؤكدة أن الجريمة أتت بشكل وحشي وتخطت كل معاني الإنسانية، وأن التهاون في تطبيق العقوبة لا يردع مثل هذه الأفعال.

تستمر أجهزة الأمن والنيابة العامة في الإسماعيلية في متابعة القضية واستكمال جميع الإجراءات اللازمة، بما في ذلك فحص المواد المحرزة ورفع تقارير الطب الشرعي وربطها بظروف الواقعة وتفاصيل الاعترافات، في إطار تحقيقات ما زالت مفتوحة وتحت رصد الرأي العام.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى