زاهي حواس: كنت أقرب صديق لعمر الشريف وكشف عن إصابته بالزهايمر في أيامه الأخيرة فلم يتعرّف عليّ

يتناول هذا الحوار مسيرته العريضة في علم الآثار وخبراته الطويلة، إضافة إلى ملامح من حياته الشخصية واكتشافاته الكبرى.

كان الدكتور زاهي حواس منذ طفولته يميل إلى الخوف من الظلام، فدخل السينما وخرج ليلاً وهو يشعر بالقلق، ثم واجه مخاوفه فيما بعد عندما شارك لأول مرة في عمل أثري: دخل نفقاً وخاف من الصدمة، فقرر المواجهة ونزل نحو عشرين متراً بنجاح، محققاً تماسكاً داخلياً أمام الخوف. أول مومياء رآها كانت لكاهن، فجلس طويلاً وهو يحدق فيها ويتأملها. وفي عصره الحديث وجد تابوتاً وأُتيح له فتْحه وهو يترقب ما سيظهر، ففتح التابوت لربع ساعة، وهو ما كان له تفسير في نظره حول فكرة “لعنة الفراعنة”؛ إذ يرى أن دخول غرفة مقفلة منذ آلاف السنين قد يصيبه بالجراثيم إذا ما فتحها فجأة.

أما في جانب التحنيط، فشرح أن العملية تتضمن إزالة جميع الأعضاء باستثناء القلب، مع وضع مواد مثل قطع القماش والحنّة، ثم يخاط المومياء بالكتان. وفي سياق حديثه عن حياته المهنية، كشف عن علاقته بالفنان عمر الشريف قائلاً إنه كان أقرب أصدقائه، لكن إصابته بالإلزهايمر حال دون تعرفه عليه في آخر أيامه، وكان يلتقيه أسبوعياً مع أصدقائه ويتبادل الحديث معهم.

ومن جهة الاكتشافات، عدّ حواس من أبرز ما حققه: وادي المومياوات الذهبية، الهرم القريب من خوفو، والمدينة الذهبية في الأقصر، معتبراً هذه الاكتشافات من أهم ما ظهر في العالم في العصر الحديث والقرن الحادي والعشرين. كما تطرق إلى جوانب شخصية أخرى في حياة عمر الشريف، قائلاً إنه كان محبوباً من السيدات في إيطاليا، وكان له حضور قوي في المناظرات التلفزيونية، ويُذكر أن هناك إشاعة تروَّج لجزء ثانٍ من فيلم إشاعة حب كان يُفترض أن يعرض في دور يوسف وهبي.

وتحدث عن وفاة فاتن حمامة قائلاً إنه لم يعرف بخبر وفاتها في حينه، بسبب إصابته بالزهايمر، كما أشار إلى تشابه بعض أفراد العائلة في إيطاليا مع ابنه طارق، وما كان يبدو عليه من شبه، رغم وجود تفاوت في الاعتراف. كما أشار إلى جانب من طبيعة عمر الشريف عندما كان متحمساً فكان حرياً بأن يستمع إلى نصيحته، ويعتبره صديقاً مقرباً يلتقيه أسبوعياً، مع أن أصدقاء آخرين مثل أنيس منصور وأحمد زكي ومفيد فوزي كانوا حضوراً دائماً في تلك اللقاءات، بينما كان يحرص عمر الشريف على تقديم الدعم المادي في بعض الأحيان.

وعند الحديث عن أحداث رياضية ومواقف اجتماعية، تطرق إلى ذكر إبراهيم المعلم الذي عزمه في مئوية الأهلي، مع تعبيره عن انكسار وتباين الرأي بين الأهلي والزمالك وتأثير ذلك على مشاعر الجماهير، إلى جانب ملاحظة أن المشهد الرياضي أصبح أكثر تعصباً مما كان عليه في الماضي. كما أشار إلى تجربة شخصية خطر فيها داخل بئر مُحكمة داخل صندوق مربوط بماكينة، حيث قضى فيه ساعة بين الحياة والموت.

هذه المحطات تشكِّل أجزاء من سيرة حافلة بالتجارب العلمية والشخصية، تعكس شغفه العميق بالعلم وآثار المصرية، وتُبرز تداخلاً فريداً بين البحث العلمي والحياة الإنسانية والجوانب الاجتماعية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى