57 عامًا منذ عرض فيلم الرجل الذي فقد ظله.. من بين أفضل 100 فيلم في السينما المصرية

تمر اليوم ذكرى مهمة في تاريخ السينما المصرية، إذ يعكس عمل فني صراع الطموح الشخصي مع قيم المجتمع في يوميات ما قبل ثورة يوليو. العمل مستوحى من رواية كتبها فتحي غانم ونُشرت في أوائل الستينيات، ثم تحوّل إلى فيلم شهير صدر في عام 1968.

يضم الفيلم بطولته كمال الشناوي إلى جانب يوسف شعبان، عماد حمدي، صلاح ذو الفقار، ماجدة ونيللي، بإشراف فتحي غانم على التأليف، وسيناريو وحوار علي الزرقاني، وإخراج كمال الشيخ. تمثل هذه العناصر معًا لوحة سينمائية تبرز صراعات الطبقات والتمسك بالقيم الإنسانية.

تدور أحداث العمل في الفترة التي تسبق الثورة، حيث يصعد يوسف السيوفي في عالم الصحافة بجهد ذاتي مدعوم من أستاذه محمد ناجى، ليظهر كرسول مبدأ انتهازي يسعى لإحراز مكانة اجتماعية عبر ارتباطه بسعاد، الأرستقراطية. في مقابل ذلك يظهر صديقه شوقي الثوري الذي يناضل من أجل بناء عالم جديد.

أما الرواية فتسير في مسار مشابه لكنها توسّع نطاق التناول وتؤكد صراعًا طبقيًا أعمق. فيوسف يمثل الأنانية المادية التي تخضع للارتقاء الشخصي على حساب التزامات المجتمع، فيما يظهر شوقي منتمياً لنفس الطبقة لكنه لا يبرأ منها ويكافح من أجل عدالة اجتماعية تشمل الطبقة الوسطى والوطن كله. يروي العمل أيضًا أن والد يوسف يعتدي على خادمته مبروكة، وبعد وفاتها يطرده يوسف مع ابنها، لكنها تبقى على طريق النضال كي لا تتكرر المآسي. يحاول يوسف الإبلاغ عن زملائه المعتقلين ويسافر في مهمة صحفية ثم يعود ليطلب الزواج من سعاد لكن الأخيرة ترفضه، فيتأثر موقعه الاجتماعي بتغير الظروف الاجتماعية عقب الثورة.

المقارنة بين الرواية والفيلم تسلط الضوء على التفاوت بين الرغبات الشخصية والتحولات الكبرى في المجتمع، وكيف أن التغيرات التاريخية أ ثرت في بنية الشخصيات ومسار الأحداث.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى