اهتمام إعلامي عالمي بافتتاح المتحف المصري الكبير كأكبر حدث تاريخي مرتقب

تشهد مصر افتتاحًا تاريخيًا للمتحف المصري الكبير يحظى باهتمام عالمي واسع، مع توقعات بأن يسهم في تعزيز السياحة والثقافة وتحديث الصورة الحضارية للبلاد. وتتوالى تقارير وسائل الإعلام العالمية حول الحدث وما يحمله من أبعاد اقتصادية وثقافية مهمة.
أفادت رويترز بأن التوقعات تشير إلى انتعاش مرتقب لقطاع السياحة جراء الافتتاح، حيث يُقدَّر أن يجذب ما يصل إلى سبعة ملايين زائر إضافي سنويًا، ليصل إجمالي الزوار إلى نحو 30 مليونًا بحلول عام 2030. الصرح يصل إلى مساحة تقارب نصف مليون متر مربع ويطل على هضبة الجيزة، وهو يحتوي عشرات الآلاف من القطع الأثرية، بما في ذلك مجموعة كاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، التي يُعرض جزء منها لأول مرة، إضافة إلى عروض غامرة وتقنيات الواقع الافتراضي.
كما أشارت أسوشيتد برس إلى أن المتحف المصري الكبير من أبرز المشاريع الكبرى التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن جهود تحديث البنية التحتية ودفع عجلة الاقتصاد. وتؤكد الوكالة أن المتحف يمثل ركيزة أساسية في تعزيز السياحة، وهو أضخم متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تفصل الحياة في مصر القديمة.
نقلت الشرق الأوسط عن خبراء قولهم إن المتحف يحدث نقلة نوعية في الخريطة السياحية، خاصة في القاهرة، وأن ضخامة المبنى تستدعي قضاء زائريه يومًا كاملًا في الزيارة. وتبنت مصر هدف الوصول إلى نحو 30 مليون سائح بحلول 2031، مع الاعتماد على هذا المشروع ضمن مجموعة من المشروعات الأثرية والثقافية الأخرى.
توقعت وكالة فيتش أن يصل عدد السياح الوافدين إلى مصر بنهاية عام 2025 إلى نحو 17.76 مليون، ويرتفع في 2026 إلى 18.56 مليون، مشيرة إلى أن الافتتاح الكامل للمتحف سيشكّل دفعة قوية للسياحة، مع توقع استقبال نحو 5 ملايين زائر سنويًا، وفق تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الذي صدر تزامنًا مع قرب الافتتاح.
أما العربية فتناولت أن أنظار العالم تتجه إلى مصر مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيرة إلى واحد من أبرز القطع الأثرية من عصر الفراعنة، بما في ذلك تماثيل ضخمة وتوابيت وأدوات ومجوهرات موزعة في أنحاء البلاد، وتبلغ مساحته أكثر من 50 ألف متر مربع. وأشارت إلى أن المبنى يتميز بواجهة حجرية وزجاجية تشبه الهرم الرابع لهضبة الجيزة، بجانب تمثال رامسيس الثاني الضخم بوزن 83 طنًا والارتفاع 11 مترًا عند مدخل القاعة، إضافة إلى قاعة خاصة لتوت عنخ آمون ومركبين شمسيين يخصان خوفو. وتؤكد العربية أن المتحف يضم نحو مئة ألف قطعة أثرية من 30 سلالة فرعونية، يعرض نحو نصفها فقط، في حين تحفظ البقية في مخازن. كما ذكرت أن تكلفة البناء تجاوزت مليار دولار، وأن المتحف يتوقع أن يجذب نحو خمسة ملايين زائر سنويًا.
ونقلت العين الإخبارية أن المتحف المصري الكبير سيكون منارة جديدة للحضارة المصرية ومعلماً عالميًا يعكس تاريخها الطويل، وهو أضخم صرح أثري مخصص للحضارة الفرعونية، ويمتد عبر 30 سلالة ويتضمن أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، من بينها مجموعة توت عنخ آمون الكاملة التي تعُرض لأول مرة، وتكلفة بنائه تجاوزت مليار دولار مع توقع أن يجذب خمسة ملايين زائر سنويًا.
وأوضح موقع إرم بزنس أن مدير مشروع المتحف أيمن هيكل أكد أن المشروع ليس بناءً ضخمًا فحسب، بل منظومة معمارية وثقافية متكاملة تهدف إلى تقديم تجربة فريدة تربط الزائر بجلال التاريخ وروح المكان. وأشار إلى أن العمل في المتحف دُرِّس وفقًا لأدق التفاصيل، من الجوانب الجمالية إلى المتطلبات العلمية والأثرية، بحيث تتكامل الرسالة العلمية مع الفكرة الجمالية لتصبح المنصة مركزًا حضاريًا يعكس رؤية مصر في الحفاظ على تراثها وتقديمه للعالم بشكل معاصر، مع اعتبار كل زاوية في المتحف قصة، وكل قطعة أثرية تفصّل تاريخ مصر عبر آلاف السنين.
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن المتحف المصري الكبير يُصنّف كأكبر منشأة أثرية في العالم مخصصة لحضارة واحدة، وهو يعرض أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، ويضم متحفًا مخصصًا للأطفال ومرافق للمؤتمرات والتعليم ومنطقة تجارية ومركز حفظ، إضافة إلى صالات العرض الرئيسية وآثار تمتد من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الروماني، مرتبة بحسب العصر والموضوع. ونقلت عن أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف، قوله إن القاعات مزودة بتقنيات متطورة وتعرض محتوى متعدد الوسائط بما في ذلك الواقع المختلط.
أما فرانس 24 فسلطت الضوء على الإطلالة البانورامية للمتحف على هضبة أهرامات الجيزة، وذكرته كصرح يخدم أكثر من 5000 عام من التاريخ المصري، بتكلفة تفوق مليار دولار، ويتوقع أن يستقبل خمسة ملايين زائر سنويًا، بعد أكثر من عقدين من العمل. كما أشارت إلى زيارة تفقدية رئاسية للموقع من قبل رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، والتي أكدت أهمية الحدث في إبراز مصر كمهد للحضارة ورائدة في الثقافة والابتكار المتحفي.
يتضح من هذه التغطيات الإعلامية المتنوعة أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد متحف فريد يجمع القطع الأثرية الرائعة فحسب، بل مشروع استراتيجي يهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية وإضافة مقومات جديدة للمشهد الحضاري والاقتصادي في مصر، بأسلوب يعكس تراثها العميق وروحها المعاصرة.